شهر ذي القعدة الحرام استهل ناقصًا بالأحد من سنة ٩٤٢ هـ (١٥٣٦ م)
وفي صبح ثانيه توجّه صاحب مكة السيد أبو نمي للسلام على وزير الهند آصف خان في منزله بيت ابن الشيخ علي عند باب العجلة فسقاه سكرًا مذابًا وطباقية وتنبلا وكافور الحي (١) مع الطيب بالزياد وغيره على قاعدة بلد الهند. ولما توجّه لمنزله أرسل له نقدًا مع السيد نور الدين أحمد الإيجي أحد المقربين عنده، يقال ألف سلطاني بأربعة آلاف أشرفي لسلام الوزير أولًا ونصفها لسلام الشريف له فأخذ نصفها الأول ورد الثاني، وقال: ما توجّهت إليه إلّا لإكرامه لا لطلب شيء من نقده. فتشوش من مواجهته لها من غير واسطة من جهته.
وفي ظهر تاريخه فتح السيد أبو نمي بيت وزيره المقتول القائد جوهر المغربي ووجد فيه كثيرًا من السلاح والدروع والزانة وبعض نقد استعمله وفاء الرحمة عليه وقال: ضيّع مالي.
ثم إن الشريف أبا نمي توجّه إلى جدة في عصر يوم الخميس رابع الشهر وصحبه بعض عياله من النساء، وخرج لوداعه الوزير آصف خان ورفقته قاضي القضاة التاجي المالكي على خيول والحقوه عند درب الشبيكة أسفل مكة المعروفة بكُدَى - بالضم والقصر -. وكان النبي ﷺ يخرج منها عند سفره من مكة. ورجع الوزير وهو راكب على فالكي عُمِلَ له في مكة وهو عجل يسوقها فَرَسان. واستخف الناس بعقله، والله تعالى يلطف به وينظر إليه بعدله.
وتوجّه الشريف أبو نمي إلى الوادي وأقام به يومًا ثم توجّه إلى بندر جدة فدخلها صبح يوم الأحد ثاني الشهر وسكن في بيت الخواجا الزرقاني قرب حارة