للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شهر شوال المبارك استهل كاملا في ليلة الجمعة من سنة ٩٢٦ هـ (١٥٢٠ م)]

في صباحها صلّى الناس العيد في المسجد الحرام وخطب فيه الخطيب وجيه الدين عبد الرحمن النويري خطبة العيد المعتادة باختصار وأداها بفصاحة لكنه توقف في بعضها وانتقد عليه ذلك لعادته.

ولعب عامة مكة أهل المعلاة والمسفلة في حاراتهم، فأهل المسفلة في الصباح بها وأهل المعلاة آخر النهار بسوق الليل كالعادة وحضر بعض كل منهم على الآخرين واختلس أهل المعلاة نقارة صغيرة لأهل المسفلة لكونهم محتاجين إليها ففطن بها عند الأخذ بعضهم فاستردها ممن أخذها فتخلف شيخ أهل المعلاة عن أخذها فقدّر الله تعالى أنه سكر وتوجّه إلى لعبهم في عصر يوم السبت ثاني العيد فطعنه أحمد بن عمر الدلال صهر الكمالي ابن أبي علي وغيره من أهل المعلاة بجنابيهم (١) وطعن هو بعضهم وكان شجاعا واسمه محمد بن حسن الشاعر الشبيكي وأمه كرامة بياعة القهوة فكثر عليه أهل فوق (٢) إلى أن قتلوه. وتعصب له جماعة فكونوا بعض أهل المسفلة وطاح هو ميتًا فحمل إلى بيته فغسل وكفن وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وحضر دفنه شخص من أقاربه فقال له ..... (٣) لكونه مخالفا لأهل فوق ففطن به بعض أهل المسفلة فأرادوا قتله عند القبر فصاح والد الميت فقال: يقتل ولدي وابن أخي؟ فقام شيخ أهل المسفلة ومنعهم من قتله فأظهروا الشر والانتقام من أهل المعلاة فبلغ الحاكم


(١) جمع جنبية: وهي نوع من الخناجر.
(٢) ولعله يقصد أهل المعلاة المقابلين لأهل المسفلة.
(٣) بياض بمقدار كلمة بالأصل.