والعدول لرؤية الهلال على العادة، فلم يروه لانطباق الغيم. ثم في صباحها جاء جماعة من العامة فشهدوا عنده برؤيته فأثبتَه، فالله تعالى يحقق ذلك مع الشهر بعده، فإنه إن كان ناقصًا تكون الوقفة بالجمعة.
[شهر ذي القعدة الحرام ثبتت رؤيته في صبح الأربعاء من سنة ٩٣٨ هـ (١٥٣٢ م)]
وفي أوله ظهرت الفاكهة بمكة من الرطب والتفاح والتوت والتين وغير ذلك.
وفي ضحى يوم الخميس ثانيه ماتت .... (١) التركية أم بركات ابن الخواجا علي الدمشقي نزيل مكة. وجهّزها أخو ولدها الخواجا البرهاني إبراهيم في يومه وصلّي عليها في عصره وشيّعها جماعة لأجله ودفنت بالمعلاة، رحمها الله تعالى وإيانا.
وفي ضحى يوم الجمعة ثالث الشهر مات الشيخ المعمر المقرئ الصالح شهاب الدين أحمد بن محمد الكيلاني العجمي في خلوته برباط الأشرف قايتباي بعد توعكه نحو جمعة، وأوصى تلميذه الشيخ المقرئ يوسف العجمي، وذكر أن له ابنة وأخًا في بلاده.
وهو مقيم بمكة نحو أربعين سنة ملازم الإقراء وصلاة الجماعة في الصف الأول من المسجد الحرام مع كثرة الطواف والتهجّد والانجماع عن الناس، ورتّب له صرة في الرومية يستعين بها على القيام بأوده مع التقلل على طريقة السلف الصالح. فجهّز في يومه وصلّي عليه عقب صلاة ظهر يوم الجمعة في مشهد حافل وشيّعه خلق كثيرون ودفن بالمعلاة في الشعب الأقصى. فأثنى الناس عليه خيرًا رحمه الله تعالى.
وفي أول الجمعة بعد هذه كان مهِمّ قاضي جدة بديع الزمان محمد بن الضياء الحنفي لختان ولده المراهق ضياء الدين محمد، وكان حافلًا عمل له فازة أمام منزله