[شهر شوال الحرام استهل كاملا بالخميس من سنة ٩٣٢ هـ (١٥٢٦ م)]
وصلّى الناس العيد في المسجد الحرام وهم خائفون، ومن الأروام وجلون، خصوصًا لعبثهم بهم وانتهاك عرضهم، ولم يطلع أحد منهم المعلاة للتفرّج على العادة بل طلع بعض الرجال والصغار وكثير من الأروام، فلم يحصل فيها لعب من العوام.
وفي آخر يوم تاريخه أشيع وصول القبطان الأمير سلمان إلى جدة من طريق السويس ومعه جماعة من العساكر الأروام، ويقال عدّتهم سبعمائة نفر، وكان مسيرهم نحو نصف شهر.
وفي ضحى يوم السبت ثالث الشهر مات الشيخ العلامة الصوفي أبو البركات محمد ابن شيخنا العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن صحصاح الخانكي نزيل مكّة المشرفة الشهير كوالده بالحرفوش وجهّز في يومه وصلّي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة وشيّعه جماعة من الأعيان، ودفن بالمعلاة على قبر أبيه بتربة بني زائد تحت الحجون، وأثنى عليه الناس خيرًا لكثرة عبادته وتقشفه، وبعضهم ذمّه لحرصه على الدنيا وجمعها. وخلف أملاكًا وبعض معاملات يخفيها وله أم وبنتان وأخ غائب (١) عن مكّة وزوجة، فالله تعالى يرحمه ويسامحه. وقد كان بالمدرسة الشريفة وتوعك بها، وعاد إلى مكّة في آخر شهر رمضان لطلبه لذلك ومساعدة سيدي الشيخ ابن عراق له وحلول نظره عليه فإنه من جماعته، وقال إنه أسند وصيته له ولأمه وللخواجا عبد القادر القاري ولم تظهر صحة ذلك، والله ﷾ أعلم بحاله.
وفي يوم الجمعة رابع الشهر سافر من مكّة نائب جدة إليها وتتابع عسكر الأروام بعده جماعة بعد جماعة وصار حاكم البلد ومحتسبها من جماعة صاحب مكّة