فحمي لها ووقعت (١) بينهما كلمات، ويقال إن أخاه أبا الخير سطا عليه بضربه وخرج من المنزل بأهله، وكانت حركة غير صالحة، نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
ووصل مع القافلة خبَر موت القاضي بجدة شهاب الدين أحمد ابن قاضي القضاة بمكة كان نور الدين علي بن ناصر المكي الشافعي في بلاد الروم، ووصل بذلك شهوان بن ملوح الحسيني، وكان وصل من البحر عقب خروج الحاج من مصر. وذكر أنه حضر عيد رمضان بإسطنبول، ومات ابن ناصر بها في سادس شوال وعمل وصيّه القاضي مهنى الشافعي المصري ودفنه، وبرز منها في ثاني يوم وفاته، ولم يصدق إخوانه ووالدته بذلك، وتتابع الخبر بوفاته، فالله تعالى يرحمه ويعوضه خيرا من القضاء الذي توجّه بصدده ويجعل قراه الجنة. فإني اجتمعتُ به في مدة سفره ورأيتُه عشيرا موافقا.
[شهر صفر الخير استهل كاملا بالجمعة من سنة ٩٣٥ هـ (١٥٢٨ م)]
وفي يوم السبت ثانيه دخل بزوجته الشهابي أحمد ابن الشيخ العلامة المدرس جمال الدين محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المالكي الشهير بالحطاب على زوجته فاطمة ابنة شيخنا العلامة النحوي زين الدين أيوب ابن عبد السلام الأزهري الشافعي. وهما أول من تزوج في هذا العام من الأطفال الأبكار. ومولد الزوج في يوم الجمعة حادي عشر صفر سنة ثماني عشرة وتسعمائة (٩١٨ هـ / ١٥١٢ م) ومولد الزوجة في شوال سنة خمس عشرة وتسعمائة (٩١٥ هـ / ١٥١٠ م) وهي أكبر من زوجها بثلاث سنين.