وفي صباحها خرج لملاقاته من الزاهر على العادة بعسكره صاحب مكة وقاضيها الشافعي والسيد ملك التجار ونائب جدة وغيرهم. فخلع على الشريف والقاضى والسيد ملك التجار ومحمد بن السيد عرار بن عجل زوج حماطة أخت السيد أبي نمي عوض والده لغيبته في ينبع على العسكر المقيمين بها، ودخل الجميع لمكة ما عدا أمير الحاج الجمالي يوسف الحمزاوي فنزل في محطته أمام درب المعلاة بالقرب من بركة الشامي على عادة أمير الحاج المصري قبله. ونزل جميع الحاج في بيوت مكة وتردد أمير الحاج لسكن عمه الشرفي يحيى الحمزاوي في بيت الشريفة خزيمة المجاور لمدرسة طاب الزمان في الرواق الغربي من المسجد الحرام قرب باب العمرة لقضاء مأربه وحضور بعض الصلاة في المسجد.
وفي آخر يوم تاريخه طلع لجبل أبي قبيس قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة ناظر المسجد الحرام لرؤية الهلال مع جماعة من الفقهاء على العادة فلم يروه لخفائه.
شهر ذي الحجة الحرام استهل كاملًا بالأربعاء من سنة ٩٣٦ هـ (١٥٣٠ م)
وفي صباحها قرئت المراسيم في الحطيم بحضرة السيد أبي نمي وأمير الحاج ونائب جدة وملك التجار والقضاة الأربعة وغيرهم، ولبس الشريف أبو نمي خلعته وطاف بها ودعا له الرئيس على عادته من زمزم.
وفي يوم الخميس ثاني تاريخه فُرقت المبرّة الرومية بمنزل اليازجي عليها في مدرسة الشيبي في الجهة اليمانية من المسجد الحرام بحضرة نائب جدة والقضاة الأربعة وكانت القوائم بيد نائب جدة والي جلبي واليازجي لها يكتب أسماء القابضين