وفي صبح يوم الخميس تاسع عشريْ الشهر عمل وزير الهند آصف لسلطانه الملك بهادر شاه بن مظفرشاه بن محمود شاه الكجراتي وليمة في المدرسة الباسطية أول النهار وآخره، طلب في الأولى الأروام والأعاجم، وفي الثانية بعض العرب من أهل مكة وقضاتها الشافعي البرهاني بن ظهيرة والحنفي أبي السرور بن الضياء المفصولين والمالكي الشرفي أبي القاسم والنجمي محمد بن الزين الحنبلي المتوليين وغيرهم من المشائخ والفقهاء فحضروا الطعام وانصرفوا. وحضر هؤلاء في الليل مولدا جعل له أيضًا بالفتوت والحلوى كما سيأتي ذكره مع فعله غيره. جوزي خيرا وعوضه الله الخير وأخلفه خيرا منه.
شهر صفر الخير استهل ناقصًا في ليلة الجمعة من سنة ٩٤٥ هـ (١٥٣٨ م)
وفي الليلة المذكورة عمل الوزير آصف خان لسلطانه بهادر شاه مولدًا في المدرسة الباسطية حضره قضاة مكة وأعيانها من الفقهاء والفقراء وقرأه الشهابي أحمد القبابي بجماعته وخلع عليه الوزير وعمل للحاضرين حلوى كثيرة، ثم بعد انصرافهم حضر الفقراء العرابية وعملوا ذكرًا في جميع الليلة المذكورة وحضر معهم الوزير وجماعته، وكان مأنوسًا، بالخيرات محروسًا.
وفي ظهر يوم الجمعة المذكور صلّى الخطيب محيي الدين العراقي الشافعي على السلطان بهادر شاه ونادى له الرئيس أبو عبد الله على ظلة زمزم بألقاب كثيرة أنكرها السامع له لمبالغته فيها. ثم بعد الصلاة حضر القضاة والفقهاء وغيرهم أمام المدرسة الباسطية في الرواق الشمالي من المسجد وقُرئت عدة ربعات ودُعيَ للسلطان بهادر شاه وللخنكار وصاحب مكة وناظر المسجد الحرام القاضي