للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ستة أمداد بالكيل المكي، ومجموعه ألف إردب وخمسمائة إردب، وكان ثلاثة آلاف إردب فنقص ثلثها سرقة في البحر، وبيع سدسها وصرف عليه لأجل الكراء وغير ذلك. وكان المتولي لتفرقته المشدّ الرومي والقاضي الشافعي نور الدين بن ناصر والناظر على الدشيشة القاضي عز الدين فائز بن ظهيرة على العادة.

وارتفق أهل الرباط بالحب وباعوا بعضه ونزل سعر الحبّ في السوق بحيث بيعت الربعية منه بمحلق ونصف لفرقه، ومن غيره بمحلقين إلّا ربعًا وأقلّ من ذلك وأكثر، فالله يرخّص أسعار المسلمين ويرحم الواقف ويجزي الناظر على ذلك خيرا.

في ضحى يوم السبت ثامن الشهر مات النجيب البارع صفي الدين محمد ويُدعى جار الله ابن الشيخ العلامة الموقّع تقي الدين محمد رمضان العزي القاهري الحنفي نزيل مكة المشرفة وعمره أربعة عشر ونصف، ومولده في عشري المحرم سنة ٩١٢ بالقاهرة واعتنى به والده فأسمعه على جماعة من الشيوخ بمكة وغيرها واجتهد عليه فحفظ أربعة عشر كتابا في فنون شتى .... (١) فمرض نصف سنة بالحمى واشتغل في آخرها، ثم قضى نحبه فجهّز في يومه وصلّى عليه عند باب الكعبة ودفن في المعلاة بشعب النور وحزن عليه والِداه حزنا كبيرا لكونهما ليس معهما غيره إلّا ابنة تقاربه في السن، فالله تعالى يرحمه ويعوّض كلًا منهم الجنة.

وفي يوم تاريخه ظهرت خَبِيئةُ ذهبٍ في قبر بالمعلاة، اطلع عليها جماعة من الحفارين واقتسموها بينهم فبلغ الحاكم القائد مبارك بن بدر ذلك فمسكهم وأخذها منهم بعد ضرب بعضهم وحبسهم وهي قليلة تأتي ثلاثين دينارا ذهبًا سكة أهل الغرب ذهبا مليحا خالصا.

وفي ضحى يوم الإثنين عاشر الشهر مات شيخ السدنة العلامة الأصيل فاتح


(١) كلمة غير واضحة بالأصل.