وفي يوم الأحد ثاني الشهر ماتت أم هاني ابنة الشرفي يحيى بن إدريس بن عبد القوي المكي زوجة الشيخ جمال الدين محمد ابن شيخنا عفيف الدين عبد الله باكثير المكي الشافعي وأم أولاده وهي نُفَساء على ابنة ماتت قبلها فجهّزت في يومها وصلّى عليها زوجها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة بتربة أجدادها لأمها بيت العراقي، وكانت أمّها ماتت في هذا العام وكذا أبوها، فالله تعالى يرحمهم أجمعين.
وفي يوم الإثنين ثالث الشهر مات الفقيه الأصيل زين الدين عبد الباسط ابن الشيخ جمال الدين فاتح بيت الله محمد بن عمر بن أبي راجح محمد بن علي الشيبي المكي. وكان وجع زمانا طويلا بالحمى والإسهال. فجهّز في يومه وصُلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة وشيّعه جماعة من الأعيان وغيرهم ودفن بتربة والده المستجدة بالقرب من تربة الشيبيين بالشعب الأقصى جوار السادة المشائخ الفضيل بن عياض وعبد الله بن أسعد اليافعي. وخلف ولدا مراهقًا من ابنة عمه الشيخ الطيب وهو مفارق لها ومخاصم لوالدتها وحزن الناس عليه لشبابه وهو في عشر الأربعين، ومولده في سنة ست وثمانين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
وفي نصف ليلة الثلاثاء ثاني تاريخه وُلِدت البنت المباركة الأصيلة ستيت ابنة صاحبنا العلامة الأصيل القاضي تاج الدين عبد الوهاب ابن شيخنا قاضي القضاة بالحرمين الشريفين نجم الدين محمد بن عبد الوهاب بن يعقوب المالكي وأمّها سيدة قريش ابنة قاضي القضاة بالحرمين الشريفين المحيوي عبد القادر ابن الشيخ نجم الدين بن ظهيرة القرشي سبطة قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة، فهنّأه الناس بها، فالله يحييها له ويعضدها بذكَر صالح.
وفي أول هذه الجمعة فُرّق حب دشيشة السلطان الأشرف قايتباي - رحمه الله تعالى - على أهل رباطه وأرباب وظائفه غير الصدقة، فأعْطِيَ كل واحد إردب حبّ