للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأربعاء سابع الشهر وصل جماعة قليلون من بني خير لأجل الحج. وفيه خطب الخطيب وجيه الدين عبد الرحمن النويري بعد صلاة الظهر خطبة السابع على العادة وخرّفَ فيها.

وفرّق القاضي الشافعي الجديد المبلغ الواصل من نائب طرابلس وهو خمسمائة دينار يقال إنها بدل وقف جعله لأهل مكة يصل لهم في كل عام، والله أعلم بحقيقته، فحصل لكل قاض خمسة أشرفية ولغالب الناس أرباب الشعائر وغيرهم من أهل البيوت كل واحد ديناران أو نصفهما وبعض الناس نصف دينار ودونه. وتصدّى لذلك شيخ الفراشين النوري علي بن بيسق المكي وأولاد القاضي الشافعي الجديد وفرحوا بأنفسهم وصار لهم أمر ونهي، فسبحان المعْطي.

وفي يوم الجمعة تاسع الشهر كانت الوقفة المباركة وهي هنيّة حسنة مع أن الناس كانوا خائفين وجلين، فطمّنهم الله تعالى وأمّن خوفهم ولله الحمد بعد أن كادت الفتنة تقع.

وموجب ذلك أن الشريف بركات سلطان الحجاز وقف بعيدًا عن الموقف الشريف درءًا لوقوع الفتنة بينه وبين أمير الحاج ونائب جدة الرومي. وطلع على الجبل القاضي الشافعي الجديد النوري ابن ناصر ودعا بالناس وهو لابس ثيابه مقنّع بالطيلسان. ولما نفر الناس بعد الغروب تقرّب الشريف بركات إلى جبل الرحمة ووقف به جماعته فكان مأنوسًا بالخيرات محفوفًا، فالله تعالى يحرسه ويحميه، ومن الأسواء يقيه، ببركة جده .

وبات الحاج بمزدلفة ودفعوا منها إلى منى صباح يوم السبت عاشر الشهر ورمى أمير الحاج جمرة العقبة وتوجّهوا إلى مكة لكسوة الكعبة على العادة وطافوا وسعوا