للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجديد وصل مع الركب المصري والمالكي المتولي والحنبلي المفصول، وأقام بها الحنبلي الجديد وتوجّه الجميع عند وصولهم للشيخ العارف بالله تعالى سيدي محمد بن عراق فسلّموا عليه وأضافهم ورحّب بهم، نفع الله به وكثّر من أمثاله.

وفي يوم تاريخه قبض الشافعي الجديد النوري ابن ناصر معلوم الذخيرة المنازع فيه بواسطة انحراف أمير الحاج المصري من القاضي المفصول الصلاحي بن ظهيرة بتعليم أخيه القاضي بدر الدين بن ظهيرة له لما رآه متشوشًا من مكافأته لهديته بنزْر يسير، فقال له الدوادار الثاني: كون (١) لما حج أعطاه خمسمائة دينار وأعطاك نصفها وهديتك بقدرها، فأصبح حينئذ أمير الحاج وأعطى ابن ناصر القاضي الجديد معلوم الذخيرة المذكورة ودفع له مفتاح حاصل الزيت والشمع وفوّض إليه نظر المسجد الحرام وقضاء جدة وصار مساعدًا له بعد أن كان متوقّفًا. وأثبت ذلك عند قاضي المحمل زين الدين بشر الحنفي بشهادة جماعة على ملك الأمراء وغيره بعزل المفصول عن جميع الوظائف وتولية القاضي الجديد لها. وموجب ذلك تعاظُم المفصول وعدم إرضائه للأمير وقاضي المحمل.

وذكروا أن بَدْوهم وقع فيها قتال بين سلطانهم مقرن بن زامل وبين قريبه في قرية قريبة منه (٢) وكان دُعِيَ له في بعض البلدان، فغيّب الشيخ مقرن على القاضي محمد بن فرق (٣) فخشي وفرّ إلى بلدة أخرى خارجة عن أعمال بلاده، فالله تعالى يحميه.

وهادى أمير الحاج الشريف بركات بهدية قيمتها أزْيَد من ألف دينار فأعْطِيَ ضعفها من التحف الهندية ومن النقد سبعة آلاف دينار، فسبحان قاسم العقول.


(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل: عنه.
(٣) كذا بالأصل.