وفي ليلة الأحد ثاني تاريخه نزل الشريف بركات إلى مكة وطاف وسعى وعاد إلى منى. وأقام أمير الحاج المصري بمنى إلى رابع أيام التشريق، وكذا الشريف وكان نوى مواجهة أمير الحاج المصري في صباح تاريخه ظنًا لسفر نائب جدة إلى مكة فتخلف هو بمنى وترك الشريف ذلك وأقام بها إلى الليل ثم دخل مكة بعد العشاء في ليلة الأربعاء رابع عشر الشهر وهو في غاية الحذر والتّوَقّي.
وفي صباحها سافر أمير الحاج المصري وتوجّه الشريف بركات لموادعته بالزاهر فوجده رحل إلى الوادي فتبعه ولحقه بالقرب منه فنزل في خيمة له واعتذر له من عدم مواجهته بأمور قَبِلَها وقال له: أنا طائع للخنكار وملك الأمراء وإذا طلبتَ التوجّه صُحْبَتك توجّهْتُ معك فأعجبه ذلك وانشرح به. وكان في فعل ذلك درء فتنة كبيرة، فإن الأمير تخيّل منه وكان قصده التكلم فيه والشكوى منه، فزال ذلك منه ولله الحمد.
وسافر مع الركب المصري قليل لغلو كراء الجمال، فإن الجمل وصل إلى أربعين دينارًا وأكثر وأقل وذلك لقلة الجمال وضعفها. ورافق الحاج إلى القاهرة القاضي محيي الدين عبد القادر ابن قاضي القضاة الجلالي أبي السعادات الأنصاري المالكي لأجل السعي في وظيفة قضاء المالكية لأبيه، فالله تعالى يقضي حوائجه ويحْميه.
وفي ثاني تاريخه سافر الحاج الشامي والغزاوي وكتب معهم محضرًا بالشكر من نائبها ملك الأمراء جان بردي الغزالي والناظر على أوقاف الحرمين الشريفين القاضي تقي الدين القاري بها والحطّ على المتكلم بالأوقاف المصرية زين الدين الظاهري. وأرسل ذلك صحبة الشمسي محمد السكندراني المدني ورافق الحاج الشامي وهم في