مرسومًا من نائب الديار المصرية لقاضي القضاة الشافعي المفصول الصلاحي بن ظهيرة بإضافة هذا المبلغ إلى صرّهم المحمول من القاهرة ليكمل به، فإن أصل الوقف بالشام يُحمل إلى مصر، فامتنع الحامل له وهو أمير الشامي جان بلاط نائب غزة وأمر بتفرقته وحده على يد دواداره علي باي الأحدب. ففرّق على قائمة الحكمي والمستجد، ووصل مبلغ ستين دينارًا تفرقتْ شذر مذر على جماعة تجاهَوْا في تفرقته عليهم، وهذا أول تفرقتها على هذا الحكم، فلا قوة إلا بالله.
وفي مغرب ليلة الثلاثاء ثاني تاريخه ماتت المرأة الجليلة المحترمة أم هاني ابنة المرحوم الشيخ العلامة فخر الدين أبي بكر بن عبد الغني المرشدي الحنفي بعد توعّكها أزيد من نصف سنة بالحمى والسعلة ووصيّتها لأخويْها شقيقيها الجمالي محمد والبرهاني إبراهيم بتمليك ما يخصّها في العقار من زمن طويل وتَبَرّيها لذلك مع وجود ولدها الشهابي أحمد ابن الخواجا شمس الدين الحلبي وتخصيصه بالمصاغ وأثاث البيت، وإعطاء أخويها النقد الذي معها قرب موتها وهو خمسمائة دينار، على ما يقال.
فجهّزها ولدها وحزن عليها مع إخوانها الأربعة، وصلّي عليها صبح تاريخه عند باب الكعبة. ودُفنت بتربة أسلافها بالشعب الأقصى من المعلاة جوار السيدة خديجة والفضيل بن عياض وعبد الله بن أسعد اليافعي، ﵃ ونفع بهم. وعاشت إحدى وخمسين سنة، ومولدها في سنة أربع وسبعين وثمانمائة، وتزوجتْ الخواجا الحلبي ورزقتْ منه ولدها الماضي، ثم طلقها وتألمت بعده وأقامتْ عند والدها وإخوانها، مع عقلها وحسنها وتوددها وكثرة عبادتها وخيرها، رحمها الله تعالى وإيانا.
وفي عصر تاريخه وصلتْ قافلة من المدينة الشريفة فيها جماعة من الأعيان وقضاتها وغيرهم مع قضاتها الأربعة الشافعييْن المتولي والمفصول والحنفييْن أيضًا. فالرومي خضر