أحرقته. (١). ولعل الله تعالى يجعل له الموعظة فيها بإلهامه العدل في رعيته، وانحلال الأسعار في بلدته.
ثم وصل الجدة عدة مراكب ومسماري للسلطان من جهة القصير فيها حب للبيع والصدقة على سكان مكة، فانحل سعر الحب إلى كبير وعثماني. ويقال في المسماري صدقة الخنكار ألف وخمسمائة إردب، ولأم ولده المدعوة خاصكي ثمانمائة إردب منها مائتان معيّنة الجماعة، وباقيها يفرقها شيخ الصوفية أبو الحسن علي الكيزواني الحلبي بمرسوم وصل إليه في ذلك ولسكان رباط الأشرف قايتباي خمسمائة إردب، فمجموع حب الصدقة ألفا إردب. ووصل بعض حب الرباط لأربابه فأعطي لكل واحد إردب.
وكان نائب جدة يرى عمل زفة المولد النبوي إلى محل المولد كعادتها التي قُطعتْ من نحو أربع سنين، وأمر شيخ الفراشين الشهابي أحمد بن عبد الله بن عمر بن بيسق بعمل الفوانيس وتنظيف الطرقات في سوق الليل. فأنكر عليه فعلها وكاتَبه في إبطالها الشيخ علي الكيزواني وقاضي المالكية الشرفي أبو القاسم المالكي، فيما قيل. فمال إلى ذلك وترك فعلها واشتغل بمرضه عنها، وتحدث بوصوله إلى مكة في محفة فلم يصلها.
وفي ضحى يوم الأربعاء ثالث عشر الشهر شرع الخطيب محيي الدين العراقي في بل السكر لعقد ولده الزيني عبد الرحيم على ستيتة ابنة أخي زوجته المرحوم الجمالي مكارم بن الشيخ كمال الدين أبي الفضل بن عبد القوي المالكي في مسكن أبيها كان المجاور لباب الدريبة -أحد أبواب المسجد الحرام- فاجتمع عنده جماعة من أصحابه وغيرهم من أرباب الوظائف لطلب بعضهم. ويقال إنه بَلّ نصف قنطار سكر وعمل لهم مَدّة فأكلوها وانصرفوا.