وفي آخر هذه الجمعة وجع والد الزوج بالزيادة فأخرج دمًا كثيرًا من حلقه، ففرج الله عنه ثم شفي بحمد الله بعد نصف شهر.
وفي يوم الأربعاء سادس عشر الشهر وصل إلى مكة قاصد من نائب جدة الرومي بأوراق منه وأوراق وصلت في البحر من اليمن أرسلها حاكمها الآن كمال الرومي مقدم الأروام بها لقضاة الشرع الأربعة بمكة ولسلطانها وشاه بندرها، ويقال للشافعي والحنفي. مضمونها الإخبار بقتله لأمير زبيد إسكندر الجاركسي في أواخر ربيع الآخر لظلمه وخروجه عن طاعة الخنكار سليمان خان ابن السلطان سليم شاه ابن عثمان ودعائه لنفسه في الخطب ومنعه لسفر الجلاب إلى جدة، وأنه أمر بجهازها إليها بالأقوات على العادة، وسؤالهم في الكتابة له لملك الأمراء (١) نائب الديار المصرية في الشكر منه وإبقائه على حاله متكلمًا على اليمن وإرسال ذلك إلى الخنكار في الروم. وطلب نائب جدة جواب كتبه من القضاة له ولملك الأمراء وأخبرهم أنه جهّز زعيمة للسفر إلى القاهرة وهو ينتظر الأجوبة له.
وفي ظهر تاريخه مات الشاب السعيد الأصيل زين الدين عبد الغني بن محمد بن محمد بن سليمان بن داود الجزولي المغربي الأصل المكي، وهو طيّب وبرز في أول نهاره فكان يعتريه ضيق النفس فتحرك عليه ومات به، فجهّز في عصره وصُلّي عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة في تربة جَدّه، نفع الله به ورحمه، وخلّف أخا غائبا في الهند، وأخته زينب بمكة، رحمه الله تعالى.
وفي هذه الجمعة أشيع بمكة وصول جلاب بجدة من اليمن فيها حب فرخص السعر بها وبجدة وبيعتْ الربعية المصرية بمحلقين ونصف والذرة بدون ذلك والدّخن بزيادة ربع محلق والنخلية بثلاثة محلّقة، فتباشر الناس برخص الأسعار خصوصًا وبذكر