للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصل من الروم مرسوم بالقبض على الأخويْن المباركين صاحبنا المحدّث شمس الدين محمد بن علي الداودي المالكي وأخيه الشيخ شهاب الدين أحمد وتسليمهما إلى الوالي حتى يدفعا المال المودَع عندهما للأمير طقطباي نائب القلعة كان المدفون في تربته، الذي أولهما متحدث عليها (١) فقبض عليهما الوالي ولم يجد عندهما شيئًا من المال وظهر كذب الناقل لذلك. وأقاما عنده حتى يراجع في أمرهما ويدفعان كل يوم ترسيمًا نحو الدينارين. فالله تعالى يفرّج عنهما ويسلّمهما ويكفيهما شرّ المؤذين ويفرج عنهما.

وفي ضحى يوم الإثنين خامس عشر الشهر اجتمع الشريف عرار بن عجل والأمين على الصدقة الرومية عند الأمير قاسم الشرواني نائب جدة، وتكلموا في أمر الصدقة الرومية وأنّ الأمين يؤخّر تفرقتها حتى يواجه الشريف بركات ويُريه المراسيم الواصلة صحبته على ما جرتْ به العادة، فأظهر الأمين تشويشًا لذلك وعتبًا على جماعة الشريف بما فعلوه معه في بندر ينبع ثم جدة. فاعتذر له الشريف بعدم معرفتهم له، وتفرّقا على نية التوجّه إلى الشريف بالوادي. ثم في آخر النهار أشيع توجّه الشريف إلى جهة جدة فتوقف الأمين عن التوجّه إليه.

وفي يوم تاريخه ماتت المرأة المباركة المعمّرة عائشة ابنة سعادة الهندية والدة المعلم إبراهيم الخياط، وصلّي عليها عند باب الكعبة بعد صلاة العصر، وشيّعها جماعة إلى المعلاة، ودُفنت بتربة الهنود بالقرب من تربة الخواجا محمد سلطان، رحمها الله تعالى. وكان عمرها أزْيَدَ مائة سنة، وكفّ نظرها وخلفت ولدها إبراهيم، تحرّق عليها كثيرًا. ورأت أولاد أولاد أحفادها، فإنها رُزقت عدة أولاد مات في حياتها سبعة وخلّفت ذكرًا وبنتين هما فاطمة وزينب وبنت فاطمة سُتيت، وولدت هذه عائشة،


(١) أي القلعة.