الفرقان سنة ١٩٩٤ م ليكون منطلَقًا للباحثين في تاريخ مكة المكرمة، ومشاركة متواضعة مني في إرساء أسُس تحتاجها الدراسات التاريخية المكية.
وخلال سنوات اعتنائي بالتاريخ المكي اطلعتُ على العديد من مخطوطات مؤلفات المكيين التي دوّنوا فيها تاريخ مدينتهم الآمنة، فكان من بينها كتاب نادر لم تُعرفْ منه غير نسخة فريدة رديئة الخط نُقلت من جذاذات هي مسودة المؤلف، جَمَع فيه أخبار المجتمع المكي مُياومةً وأورد فيها وصفًا لحوادث عصره بعناية وتفصيل، تناول فيها مرحلة انتقالية شهدت تغييرًا سياسيًا واجتماعيًا حينما بسط العثمانيون نفوذهم على الحجاز وفرضوا عليه سياستهم وقوانينهم ونُظُمهم.
هذا الكتاب الذي أشير إلى أهميته هو كتاب "نيل المنى، بذيل بلوغ القرى، لتكملة إتحاف" الورى لصاحبه المؤرخ جار الله بن فهد المكي ابن المؤرخ العز بن فهد المكي، ابن المؤرخ نجم الدين بن فهد المكي، ابن المؤرخ تقي الدين بن فهد المكي.
بعد أن اطلعت على المخطوط وتتبعْتُ محتواه أيقنتُ بفائدته وطرافته فبادرتُ إلى تحقيقه وتقديمه للقراء والباحثين، فاختارتْه مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي (فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة) برعاية مؤسسها معالي الشيخ أحمد زكي يماني ليكون هذا الكتاب ضمن مطبوعاتها المفيدة الأنيقة.
وإني إذ أتقدم للمؤسس الكريم معالي الشيخ لأُعْرِبَ له عن صادق تقديري وجزيل شكري أسأل الله أن يوالي نجاحات هذه المؤسسة ويعينها على مواصلة إنجازاتها في خدمة الثقافة والحضارة الإسلامية في مجالات عديدة من بينها تاريخ الحجاز وحرميْه المكي والمدني.