(١) أي: ليست من قرابات أبيه، ولا من قرابات أمه لأنه لا يامن من الفراق فيفضي مع القرابة قطيعة الرحم.
(تتمة) زاد في الإقناع: أنه يُسن أن تكون جميلة؛ لأن ذلك أسكن لنفسه، وأغض لبصره. وذكر الإمام أحمد أن من خطب امرأة، فإن أول ما يسأل عنه هو الجمال، ثم الدين. فإذا سأل عن جمالها، فارتضاه، سأل عن دينها، فإن لم يرتضه، فإنه يردها لأجل الدين. أما لو سأل عن الدين أول، فارتضاه، ثم سأل عن الجمال، فلم يرتضه، وردها لذلك، فإن الرد هنا يكون لأجل الدنيا. وقول النبي ﷺ:«فاظفر بذات الدين» له معانٍ عظيمة، فإن الجمال نسبي، فقد يرى شخص أن امرأة ما جميلة، ويرى غيره أنها دميمة. وأقصر العمر في الدنيا هو الجمال، فهو في الغالب يزول سريعاً، ومن المراجع المفيدة في هذا الباب: كتاب (أحكام النساء) لابن الجوزي.
وذكر الفقهاء أيضاً: أنه يستحب أن تكون من يتزوجها ذات عقل -لا حمقاء-، وألا تكون بنت زنا، أو لقيطة، أو دنيئة نسب، وذكروا أيضاً: أنه لا يصلح من النساء من قد طال لبثها عند رجل، وذلك في الغالب، لا دائماً؛ فإن بعض من طال لبثها عند رجل تكون أصلح من غيرها، والأفضل أن ينكح امرأة لم تتزوج من قبل، كما تقدم. ويسن على المذهب الاقتصار على واحدة، وألا يزيد عليها، وذلك إن حصل بها الإعفاف كما في الإقناع.