عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة أم المؤمنين بأى شىءٍ كان نبى الله - صلى الله عليه وسلم - يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت:"كان إذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموت والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنى لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم" والسياق لمسلم.
والحديث انفرد به عكرمة بن عمار وقد تكلم في روايته عن يحيى بن أبى كثير قال ابن رجب في شرح علل المصنف ٢/ ٧٩٥ ما نصه:"وقد أنكر عليه حديثه عن يحيى عن أبى سلمة عن عائشة في استفتاح النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة بالليل وقد خرجه مسلم في صحيحه وخرجه الترمذي في الدعاء". اهـ.
وعامة أئمة الجرح والتعديل على ضعف روايته عن يحيى وإن خالفهم مسلم بن الحجاج قال أحمد ما نصه:"عكرمة بن عمار مضطرب الحديث عن يحيى بن أبى كثير". اهـ. وفى رواية أخرى عنه:"أحاديث عكرمة عن يحيى بن أبى كثير ضعاف ليس بصحاح". اهـ. وقال على بن المدينى:"أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبى كثير ليست بذاك مناكير كان يحيى بن سعيد يضعفها". اهـ. وفى رواية عنه:"كان يحيى يضعف رواية أهل اليمامة مثل عكرمة بن عمار وأضرابه". اهـ. وقال البخاري:"مضطرب في حديث يحيى بن أبى كثير ولم يكن عنده كتاب" وقال أبو عبيد الآجرى: "سألت أبا داود عن عكرمة بن عمار فقال: ثقة وفى حديثه عن يحيى بن أبى كثير اضطراب". اهـ. وقال النسائي:"ليس به بأس إلا في حديثه عن يحيى بن أبى كثير" وقال أبو حاتم: "كان صدوقًا ربما وهم في حديثه وربما دلس وفى حديثه عن يحيى بن أبى كثير بعض الأغاليط". اهـ. وقال ابن حبان:"أما روايته عن يحيى بن أبى كثير ففيها اضطراب".
فبان بكلام الأئمة السابقين لا سيما كلام أبى حاتم أنه إذا انفرد عن يحيى أو خالف الثقات أن حديثه ضعيف وإن خالف مسلم في هذا كله ولم أر حديثه هذا في كتاب الدارقطني المنتقد فيه على الصحيحين.
* وأما رواية ربيعة الجرشى عنها:
ففي النسائي في اليوم والليلة ص ٤٩٨ وأحمد ٦/ ١٤٣ وابن المنذر في الأوسط ٣/ ٨٤ والمروزى في قيام الليل ص ٤٨: