فجعلت آكل من بين يدى وجالت يد رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - في الطبق ثم قال:"يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير طعام واحد" ثم أتينا بماء "يا عكراش هكذا الوضوء مما غيرت النار" والسياق للطبراني وعقب ذلك بقوله: "لا يروى هذا الحديث عن عكراش بن ذؤيب إلا بهذا الإسناد تفرد به العلاء بن الفضل بن أبي سوية" وقد وافقه أبو عيسى الترمذي في الجامع حيث زعم أن العلاء تفرد به وفيما قالاه نظر فقد تابعه النضر بن طاهر عند ابن عدى وابن قانع وغيرهما. والعلاء والنضر متروكان بل قد رميا بأكبر من ذلك وحديث عكراش ضعفه البخاري في التاريخ ٧/ ٨٩ في ترجمة عكراش وكذا ضعفه من خرجه ممن صنف في الضعفاء ممن تقدم. وفي الضعفاء لأبى زرعة ص ٧٨٤ رواية البرذعى ما نصه:"وقرأت على محمد بن يحيى حديث عكراش بن ذؤيب فلما بلغ آخر الحديث قوله: "هكذا الوضوء مما غيرت النار" لم يقرأه على، وقال أستعظم أن أحدث مثل هذا عن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - وأهابه.
[قوله: ٣٢ - باب ما جاء فيمن يستشهد وعليه دين]
قال: وفي الباب عن أنس ومحمد بن جحش وأبي هريرة
٢٧٥١/ ٥٤ - أما حديث أنس:
فرواه الترمذي ٤/ ١٧٥ و ١٧٦:
من طريق أبي بكر بن عياش عن حميد عن أنس قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "القتل في سبيل اللَّه يكفر كل خطيئة فقال جبريل: إلا الدين" فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إلا الدين" وعقبه الترمذي بقوله: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي بكر إلا من حديث هذا الشيخ. قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعرفه وقال: أرى أنه أراد حديث حميد عن أنس عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أنه قال:"ليس أحد من أهل الجنة يسره أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد" فبان بهذا أن البخاري يشير إلى توهيم أبي بكر بن عياش.
٢٧٥٢/ ٥٥ - وأما حديث محمد بن جحش:
فرواه النسائي ٧/ ٣١٤ وأحمد ٥/ ٢٨٩ وابن أبي عاصم في الصحابة ٢/ ١٨٤ و ١٨٥ وفي الجهاد له ٢/ ٨٢ و ٥٨٤ وابن أبي شيبة ٣/ ٢٤٩ والطبراني في الكبير ١٩/ ٢٤٧ و ٢٤٨ و ٢٤٩ والأوسط ١/ ٩٠ والحاكم ٢/ ٢٥ وابن قانع في معجمه ٣/ ٢٠ وأبو نعيم في الصحابة ١/ ١٦٢ و ١٦٣: