خطبنا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فذكر الحديث بطوله وفيه:"ومن غش مسلمًا في بيع وشراء فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الناس للمسلمين". قال الحافظ في المطالب ٢/ ١٠٤:"هذا حديث موضوع". اهـ.
وداود مشهور بالكذب.
٢١٤١/ ١٧٤ - وأما حديث بريدة:
فرواه الرويانى في مسنده ١/ ٦٥:
من طريق ليث عن عثمان بن عمير عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - قال:"من حلف بالأمانة فليس منا ومن غش امرأً مسلما في أهله وخادمه فليس منا" وليث ضعيف وشيخه كذلك بل أشد منه.
٢١٤٢/ ١٧٥ - وأما حديث أبي بردة:
فرواه أحمد ٣/ ٤٦٦ و ٤/ ٤٥ والبزار ٩/ ٢٥٨ وابن أبي شيبة ٥/ ٣٨٣ والطبراني في الكبير ٢٢/ ١٩٨ والبخاري في التاريخ ٨/ ٢٢٧ والحاكم في المستدرك ٢/ ٩ والدارقطني ٦/ ٢٤:
من طريق شريك وعمار بن رزيق وقيس بن الربيع والسياق لشريك عن عبد اللَّه بن عيسى عن جميع بن عمير عن عمه يعنى أبا بردة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: من غشنا فليس منا. وقد اختلف فيه على شريك فقال عنه الأسود بن عامر والحمانى ما تقدم.
خالفهما معاوية بن هشام إذ قال عنه عن عبد اللَّه بن عيسى عن جميع بن عمير أو عمير بن جميع عنه. وقال حجاج وسويد بن عمرو عنه عن عبد اللَّه بن عيسى عن جميع أو عن ابن جميع عنه. وقال منجاب عنه عن وائل أبي بكر عن البراء عنه عن أبي بردة ووهم الدارقطني منجاب والظاهر أن هذا الاضطراب من شريك لسوء حفظه خالف شريكًا في جميع الوجوه المتقدمة قيس بن الربيع إذ قال عنه عن عبد اللَّه بن عيسى عن سعيد بن عمير عن عمه أبي بردة.
خالفهما عمار بن رزيق إذ قال عن عبد اللَّه بن عيسى عن عمير بن سعيد عن عمه.
وعلى أي جميع مختلف فيه قال البخاري: فيه نظر وقال ابن حبان: جميع بن عمير من أكذب الناس، وقال أبو حاتم محله الصدق صالح الحديث "وقال ابن عدى عامة ما يرويه لا يتابعه أحد على أنه قد روى عنه جماعة". اهـ وقد مال الحافظ إلى تحسين حديثه والصواب ضعفه لا سيما عند التفرد كما قال ابن عدى ولا أعلم من تابعه هنا.