من رواية شعبة عن أبى الزبير ولا يروى عن شيوخه إلا ما صرحوا علمًا بأنه صرح بالسماع من جابر عند ابن الأعرابى. إلا أن المشهور أن شعبة لا يروى عن أبى الزبير إذ يضعفه وتقدم إنه لا يروى عنه سوى هذا الحديث وتقدم أن ابن عدى يضعف روايته عن أبى الزبير لهذا الحديث.
* وأما رواية سعيد بن المسيب عنه:
ففي تفسير ابن جرير ٣/ ١٣٦ والطبراني في الأوسط ٤/ ٣٤٠.
من طريق أبى بكر الهذلى عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"اخرجوا فصلوا على أخ لكم" فصلى بنا فكبر أربع تكبيرات فقال: "هذا النجاشى أصحمة" فقال المنافقون انظروا إلى هذا يصلى على علج نصرانى لم يره قط فأنزل الله: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ}
وقد اختلف في وصله وإرساله على قتادة فوصله عنه من تقدم. خالفه هشام الدستوائى إذ أرسله كما في المصدر السابق ورواية الرفع منكرة إذ خالف مع ضعف فيه فإن الهذلى متروك وذكر الطبراني أن الناس رووه عن قتادة عن عطاء عن جابر وهذه رواية ابن أبى عروبة عنه عند أبى يعلى كما تقدمت في هذا الباب.
١٧١٨/ ٩٣ - وأما حديث أبى سعبد الخدرى:
ففي الأوسط للطبراني ٥/ ٥١:
من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى قال: لما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفاة النجاشى قال:"اخرجوا فصلوا على أخ لكم لم تروه قط" فخرجنا وتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم -وصفنا خلفه فصلى وصلينا فلما انصرفنا قال المنافقون: انظروا إلى هذا خرج يصلى على علج نصرانى لم تروه قط فأنزل الله: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية وذكر الطبراني أنه تفرد به عن زيد ولده عبد الرحمن وعبد الرحمن متروك.
* تنبيه: وقع في المجمع ما نصه ٣/ ٣٩: "وفيه عبد الرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف". اهـ. وهذا غلط من وجهين الأول الصواب أنه من تقدم الثانى تضعيفه لابن أبى الزناد والصواب أن أقل أحواله أنه حسن الحديث.