من طريق النعمان بن راشد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:"خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستسقى فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة".
وقد اختلف فيه على الزهري فرواه عنه النعمان بن راشد كما تقدم، خالفه عامة أصحاب الزهري مثل يونس ومعمر وابن أبي ذئب والزبيدي وشعيب بن أبي حمزة وغيرهم إذ قالوا عن الزهري عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد وقولهم أحق والنعمان ليس من الأقوياء في الزهري وقد حصلت منه المخالفة السابقة فروايته ضعيفة لذا قال الدارقطني فيها:"ووهم فيه" اهـ، إذا بان ما تقدم فما قاله البوصيرى في زوائد ابن ماجه من أن إسناده صحيح غير صحيح.
١١١٥/ ٨٠٥ - وأما حديث أنس:
فرواه عنه شريك وقتادة ومسلم الملائى.
* أما رواية شريك عنه:
ففي البخاري ٢/ ٥٠١ و ٥٠٧ ومسلم ٢/ ٦١٢ وأبي عوانة المفقود منه ص ١٧ والترمذي في علله الكبير ص ٩٦ و ٩٧ والطبراني في "الأوسط" ٩/ ٥١ وتمام في فوائده كما في ترتيبه ٢/ ٧٣:
من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب وغيره حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن عبد الله بن حسين عن عطاء بن يسارعن داود بن بكر عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس قال:"استسقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب واستقبل القبلة وحول رداءه وصلى ركعتين لم يزد في كل واحدة منهما على تكبيرة" والسياق لأبي عوانة والحديث ضعيف محمد بن فليح مختلف فيه، وعبد الله بن حسين قال فيه أبو زرعة ضعيف وفى علل الترمذي:"فسألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا خطأ، وعبد الله بن حسين بن عطاء منكر الحديث وروى مالك بن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى بقصته وليس فيه هذا". اهـ. يشير البخاري بكلامه الأخير إلى أنه وقع اختلاف بين عبد الله بن حسين ومالك بن أنس وذلك أن عبد الله بن حسين ذكر في حديث أنس أن الخطبة الكائنة قبل الصلاة كما تقدم والمعلوم من حديث أنس كما في الصحيح من عدة طرق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل وهو في خطبة الجمعة عن القحط فدعا الله ثم صلى الجمعة لا أنه صلى وخطب للاستسقاء كما ذكر في حديث عبد الله بن عطاء.