للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من طريق ليث بن أبى سليم عن مجاهد عنه به ولفظه كما تقدم إلا أن فيه زيادة عند أحمد وليث أمره معلوم الضعف وقد اختلف فيه على ليث فقال عنه على بن مسهر، وعلى بن عاصم ما تقدم خالفهما موسى بن أعين إذ قال عنه عن حبيب بن أبى ثابت عن

سعيد بن جبير عن أبى هريرة وهذه الرواية عند الطبراني في الأوسط ٥/ ١٦٦ والظاهر أن هذا التخليط من ليث.

* وأما رواية ابن المسيب عنه:

ففي تاريخ البخاري ١/ ٤٢٦ وأحمد ٢/ ٤٨٤ والدارقطني في الأفراد كما في أطرافه ٢/ ١٨٦ والعلل ٩/ ٢٠٨:

من طريق يونس بن الحارث عن أيوب بن يناق عن سعيد عن أبى هريرة بما تقدم.

وفى الحديث علتان:

الأولى: الاختلاف فيه على يونس بن الحارث فرواه عنه كما تقدم خالد بن عبد الرحمن. خالفه محمد بن يوسف فلم يذكر سعيدًا في الإسناد وقد ذهب البخاري في التاريخ إلى تقديم رواية الفريابى فإنه بعد أن ساق الروايتين قال عن رواية الفريابى وهى الأولى عنده "والأولى أصح" اهـ. وقد تابع الفريابى على ذلك يونس بن محمد إذ قال "عن الخزرج بن عثمان عن أبى أيوب عن أبى هريرة" اهـ، إلا أنه قال عن أبى أيوب بدلًا عن أيوب بن يناق وغير في المتن فجعل بدل الضحى، الجمعة.

وعلى أي يترتب على هذا الاختلاف هل أيوب بن يناق سمع من أبى هريرة فتكون زيادة سعيد بينه وبين الصحابي من المزيد أم أن في رواية من لم يزده انقطاع ذهب إلى الأول البخاري في التاريخ إذ قال: "سمع أبا هريرة" اهـ، خالفه الدارقطني إذ قال بعد سياقه لما تقدم عن الفريابى: "وأيوب بن يناق لم يسمع من أبى هريرة" اهـ، وقد وافق الدارقطني ابن حبان إذ قال: "وقد قيل إنه سمع من أبى هريرة وليس يصح ذلك عندى" اهـ وقال ابن أبى حاتم: "روى عن أبى هريرة ويدخل بعض الرواة عنه بينه وبين أبى هريرة سعيد بن المسيب" اهـ كأنه يشير بذلك إلى الاختلاف السابق الذكر.

وعلى أىَّ ما ذهب إليه البخاري إن كان بالنسبة لإثبات سماعه منه اعتبارًا بالأسانيد السابقة لم يكف في ذلك لأنه لم يرد ما يثبت ذلك وإن كان لغيره وذلك هو الظن بالبخاري وإن لم يذكره في التاريخ فذاك كما علم من تحريه وهذه هي العلة الثانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>