مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لدنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله".
وقد اختلف في وصله وإرساله ومن أي مسند هو إذ رواه عن شهر زيد بن أبى أنيسة وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبى حسين وعبد الحميد بن بهرام أما زيد فرواه عن شهر كما تقدم. وأما ابن أبى حسين فاختلف فيه عنه إذ رواه عنه حصين بن منصور كما رواه ابن أبى أنيسة إلا أنه جعله من مسند معاذ. خالفه محمد بن حجادة إذ رواه عن ابن أبى حسين إلا أنه اختلف فيه على ابن جحادة فرواه عنه عبد العزيز بن حصين عن ابن أبى حسين عن شهر عن ابن غنم عن أبى هريرة. خالف عبد العزيز عن ابن جحادة زهير بن معاوية إذ قال: عنه وعن ابن أبى حسين عن شهر عن ابن غنم مرسلًا وقد وافق ابن حجادة في هذه الرواية المرسلة عن شهر معقل بن عبيد الله وهمام بن يحيى. خالف، ابن حجادة في ابن أبى حسين إسماعيل بن أبى خالد إذ قال: عن ابن أبى حسين عن شهر عن أبى أمامة فجعله من مسند أبى أمامة. وقال إسماعيل بن عياش عن ابن أبى حسين وليث عن شهر مرسلًا فوافق رواية زهير عن ابن حجادة عن ابن أبى حسين عن شهر عن ابن غنم إلا أنه جعله عن شهر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأما عبد الحميد بن بهرام فقال: عن شهر عن أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهذا الاختلاف مما يؤدى بالإسناد إلى الاضطراب. وقد حمل الدارقطني هذا الاختلاف الإسنادى شهر بن حوشب إذ قال في العلل ٦/ ٤٥: "والاضطراب فيه من شهر". اهـ. إلا أنه قال في ص ٢٤٨ ما يدل على عدم جزمه بذلك إذ قال: "ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من شهر". اهـ.
وعلى أي فقد قال: عدة من أهل العلم إن رواية عبد الحميد عن شهر أحسن من غيرها ففي شرح علل المصنف لابن رجب ٢/ ٨٧٣ ما نصه: "قال يحيى القطان: من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن بهرام وقال أحمد: حديثه عن شهر مقارب كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن وهى سبعون حديثا طوالًا، وقال أبو حاتم الرازى: عبد الحميد بن بهرام في شهر مثل ليث بن سعد في سعيد المقبرى أحاديثه عن شهر صحاح لا أعلم روى عن شهر أحسن منها: قلت: يحتج بحديثه؟ قال: لا ولا بحديث شهر ولكن يكتب حديثه، قال شعبة: نعم الشيخ عبد الحميد بن بهرام لكن لا تكبتوا عنه فإنه يحدث عن شهر" اهـ.
فعبد الحميد حين حدث عن شهر بحديث الباب لم يذكر عنه الأوجه السابقة المختلفة فروايته مقدمة عن شهر على رواية قرينيه إلا أن هذا لا يتمشى مع ما تقدم عن الدارقطني