"لعله قال: عن أبى المهاجر عن بريدة". اهـ. ثم ساق المتن فأبان الأوزاعى عدم حفظه عن شيخه وأما ما قاله الحافظ في أن الأوزاعى خالف في سياق المتن فقد وعد أنه سوف يوضح ذلك في غير الباب المذكور ورجعت إلى ما أحاله فلم يذكر شيئًا فلعله نسى والمخالفة التى أنتقدها عليه أنه جعل قول بريدة الموقوف في أول الحديث من الحديث المرفوع كما عند ابن ماجه وغيره وفى هذا نظر فقد ساقه ابن أبى شيبة وابن المنذر من طريقه وفاقًا لمن ساقه عن يحيى بدونها مثل الدستوائى وأيضًا فإن لسياقه المخالف شاهدًا من رواية ابن بريدة كما تأتى كما أنه كان يلزم الحافظ توضيح هذه المخالفة في مصنفه أطراف المسند للإمام أحمد فقد أدمج سياق الأوزاعى في رواية غيره ولم ينبه إلا ما وقع من الأوزاعى في المخالفة الإسنادية فحسب.
* وأما رواية ابن بريدة عن أبيه:
ففي مسند الرويانى ١/ ٦٨:
من طريق عمران القطان عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه ولفظه: مرفوعًا: "بكروا بصلاة العصر فإنه من ترك العصر حبط عمله" ونقل محققه عن الدارقطني قوله في الأفراد: "غريب من حديث قتادة عنه تفرد به أبو العوام عمران القطان عنه". اهـ. وقد حكى المصنف في كتاب الجنائز من جامعه عن بعض أهل العلم ولم يسمه أن قتادة لا يعلم له سماع من ابن بريدة والله أعلم.
* وأما رواية أبى المهلب عنه:
فعند ابن حبان في صحيحه ٣/ ١٣ ولفظه:"بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر". اهـ.
٣٦٩/ ٥٨ - وأما حديث نوفل بن معاوية:
فرواه البخاري ٦/ ٦١٢ ومسلم ٤/ ٢٢١٢.
كلاهما من طريق الزهرى عن أبى بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع عن نوفل بلفظ:"من الصلاة صلاة العصر من فاتته فكأنما وتر أهله وماله".
وقد جوز الحافظ في الفتح أن يكون أبو بكر شيخ الزهرى زاد هذه اللفظة على شيخيه أبى سلمة وابن المسيب إذ الحديث في شأن الفتن وانفرد أبو بكر بما نحن فيه من الزيادة وأنه يمكن فيها الإرسال وفى هذا التجويز نظر بل هذا متصل بما هو واضح في مسلم