سفيان على المنبر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" قال: وخرج علينا نبى الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقال:"أتقولون أنى من آخركم موتًا؟ " قلنا: نعم قال: "لا أنا من أولكم موتًا ثم تأتون أفنادًا يتبع بعضكم بعضًا" قال: وسمعت نبى الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لا تزال طائفة من أمتى قائمة على الحق لا يبالون من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتى أمر الله وهم ظاهرون على الناس" والسياق للطبراني وعقبه بقوله: "لم يرو هذا الحديث عن يونس بن ميسرة إلا عمرو بن واقد" وليس الأمر كما قال فقد رواه عن يونس مروان بن جناح ويقال روح بن جناح كما عنده في الكبير ومسند الشاميين وابن عدى .. وعمرو متروك وقد تابعه من سبق إلا أن روحًا ضعيف وأما مروان فحديثه حسن وهذا الخلاف كائن من الوليد بن مسلم وصنيع ابن عدى يفهم منه أنه روح حيث ذكر الحديث في ترجمته.
* وأما رواية يوسف عنه:
ففي الكبير للطبراني ١٩/ ٣٤٨ والأوسط ٢/ ١١٧:
من طريق هارون بن مسلم الحنائى قال: نا عبيد الله بن الأخنسى عن الوليد بن عبد الله مولى بنى عبد الدار عن يوسف بن ماهك عن معاوية قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" وإسناده حسن، هارون حسن الحديث ومن فوقه ثقات.
* تنبيه: وقع في الكبير عبد الله بن الأخنسى صوابه ما سبق.
* وأما رواية الأشعث عنه:
ففي الكبير للطبراني ١٩/ ٣٦٧ ومسند الشاميين له ٢/ ١٢٤ و ١٥٤: من طريق إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود عن أبى عثمان وأبى أسماء عن أبى الأشعث عن معاوية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين".
وقد اختلف فيه على إسماعيل فقال عنه على بن عياش وأبو اليمان ما سبق خالفهما عبد الوهاب بن الضحاك إذ قال عنه عن راشد بن داود عن أبى أسماء عن معاوية. وعبد الوهاب متروك وإسناده حسن إذ داود شامى ثقة وكذا من فوقه. إلا أن على بن عياش رواه عن إسماعيل عن صفوان بن عمرو عن أيفع بن عبد الكلاعى عن معاوية رفعه كما في مسند الشاميين. فالظاهر أن لإسماعيل فيه شيخان.