فقال أبو بكر: قد سألته عن ذلك فأخبرنى به فقال عثمان: ما هو؟ قال أبو بكر: سألته فقلت: يا رسول الله ما نجاة هذه الأمة؟ فقال:"من قبل منى الكلمة التى عرضتها على عمى فردها على فهي له نجاة" والكلمة التى عرضها على عمه: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا أرسله الله والسياق لابن سعد.
وقد اختلف فيه على الزهرى كما أن الزهرى لم ينفرد به بل رواه محمد بن جبير بن مطعم واختلف فيه عليه أيضًا كما أن أبان بن عثمان اختلف فيه عليه أيضًا.
أما الخلاف فيه على الزهرى فقال عنه بن أخى الزهرى وأبو هارون المدنى وعيسى بن المطلب وعمر بن سعيد التنوخى ما تقدم. وكل هؤلاء ضعفاء ما عدى بن أخى الزهرى والسند إليه لا يصح إذ هو من طريق الواقدى عنه وهو كذاب. خالفهم عبد الله بن بشر وعمر بن سعيد التنوخى في رواية عنه إذ قالا عن الزهرى عن سعيد عن عثمان عن أبى بكر بإسقاط عبد الله بن عمر. وعبد الله ضعيف والتنوخى سبق القول فيه. كما أن مالكًا وابن أبى ذئب قد تابعا ابن بشر والتنوخى إلا أن السند إليهما لا يصح. خالف الجميع عن الزهرى عقيل وشعيب ويونس وصالح بن كيسان إذ قالوا: عنه حدثنى رجال من الأنصار أن عثمان دخل على أبى بكر وهذه الطريق أصحها وقد مال إلى صحتها دون غيرها أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم وانظر علل ابن أبى حاتم ٢/ ١٥٢ و ١٥٩ وعلل الدارقطني ١/ ١٧١ فما بعد.
واختلف فيه على محمد بن جبير بن مطعم فقال أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية عن عثمان عن أبى بكر. ومحمد لا سماع له من عثمان كما قاله الدارقطني قلت: بينت ذلك رواية منصور عند أبى يعلى إذ قال عن محمد حدثت عن عثمان عن أبى بكر.
* وأما رواية أبان عن أبيه عن أبى بكر فموصولة إلا أن المنفرد بهذا السياق عن أبان عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ضعيف.
* تنبيهان:
الأول: زعم الطبراني أن عمر بن سعيد التنوخى تفرد بالسياق الإسنادى السابق عن الزهرى وليس الأمر كما قال بل قد تابعه من سبق على كلا الوجهين السابقين عنه.
الثانى: وقع عند ابن أبى حاتم في العلل "عبد الله بن بشير" صوابه "ابن بشر" ووقع في ابن عدى "عبيد الله بن عمرو بن العاص" صوابه "عبد الله" ووقع في العقيلى "عبد الله بن عمر" صوابه "ابن عمرو".