للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "لا يجتمع غبار في سبيل اللَّه ودخان جهنم في جوف عبد أبدًا ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا" والسياق للنسائي.

وقد اختلف في رفعه ووقفه على صفوان فرفعه عنه سهيل وتابعه محمد بن عمرو خالفهما عبيد اللَّه بن أبي جعفر إذ قال عن صفوان بن أبي يزيد عن أبي العلاء بن اللجلاج سمع أبا هريرة قوله كما في تاريخ البخاري وجوز أبو حاتم حصول سقط سهيل بين عبيد اللَّه وصفوان وانظر العلل ١/ ٣٠٣.

واختلف فيه أيضًا على سهيل فقال عنه إسماعيل بن عياش ووهيب بن خالد وأبو عوانة وجرير بن عبد الحميد وخالد الطحان ويزيد بن عبد اللَّه بن الهاد وحماد بن سلمة ما تقدم. إلا أنهم اختلفوا في راويه عن أبي هريرة فقال عنه جرير في رواية عنه وتابعه خالد وحماد بن سلمة في رواية عنه ووهيب وأبو عوانة ما تقدم وقال جرير وحماد في رواية عنهما عن أبي اللجلاج. وقال حماد في رواية عنه خالد بن اللجلاج ولعل هذا من أوهامه. ومن قال عن أبي اللجلاج فلا يعارض هذا من قال عن القعقاع إذ هذه تحتمل أنها كنيته. كما اختلفوا في شيخ سهيل فمنهم من قال: صفوان بن سليم ومنهم من قال: ابن أبي يزيد والكل واحد. وهذا الخلاف بينهم أثر في صفوان وشيخه إذ هما في حيز الجهالة.

وهذا الخلاف أيضا وقع في الرواة عن محمد بن عمرو. إذ رواه عنه عرعرة بن البرند ويزيد بن هارون ومحمد بن عبيد وابن أبي عدى فقالوا عنه عن صفوان بن أبي يزيد عن حصين بن اللجلاج عن أبي هريرة. وتابعهم عباد بن عباد المهلبى وعبدة بن سليمان. وقال حماد بن سلمة عنه عن صفوان يعنى ابن سليم عن القعقاع عن أبي هريرة. وجوز البعض أن حصينًا هو القعقاع.

خالف جميع من تقدم في سهيل، ابن عجلان كما عند الحاكم وغيره حيث قال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. ولا يعلم له متابع وروايته مرجوحة لسلوكه الجادة ولمخالفته من هو في الطبقة الأولى من أصحاب سهيل مثل وهيب بن خالد وغيره. ولم يصب مخرج كتاب الجهاد لابن أبي عاصم حيث رماه بالاختلاط فيما يرويه ابن عجلان جاعل الحديث من مسند أبي هريرة حاكيًا إطلاق ذلك والمعلوم إن ذلك فيما يرويه من طريق أبيه والمقبرى أو رجل ثلاثتهم عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>