يحبهما اللَّه ورسوله" قال: ما هما؟ قال: "الأناة والحلم" قال: شىء جبلت عليه أو شىء أتخلقه؟ قال: "لا بل جبلت عليه" قال: الحمد للَّه، ثم قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "معشر عبد الفيس ما لى أرى وجوهكم قد تغيرت؟ " قالوا: يا نبي اللَّه نحن بأرض وخيمة وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا فلما نهينا عن الظروف فلذلك الذى ترى في وجوهنا فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إن الظروف لا تحل ولا تحرم ولكن كل مسكر حرام وليس أن تحبسوا فتشوبوا حتى إذا امتلأت العروق تناحرتم فوثب الرجل على ابن عمه فضربه بالسيف فتركه أعرج" قال وهو يومئذ في القوم الأعرج الذى أصابه ذلك.
وقد اختلف فيه على روح فقال عنه محمد بن مرزوق ما تقدم إلا أنه وقع عند ابن أبي عاصم من طريقه "الحارث بن حسان" بدل حجاج وعامة النسخ خلافه، خالفه إبراهيم بن سعيد الجوهرى إذ قال عنه عن حجاج عن المثنى بن ماوى عن أبي المنازل عن الأشج العصرى كما عند الترمذي ونقل الترمذي عن البخاري ما يفهم أن زيادة أبي المنازل غلط من الجوهرى ففي العلل للمصنف "سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: إنما هو المثنى بن مازن هكذا حدثنا إسحاق عن روح قلت له أبو المنازل ما اسمه فلم يعرف اسمه". اهـ. وما ذكره الترمذي عن الجوهرى من إدخال أبي المنازل بين المثنى والأشج لا يوافق ذلك من خرج الحديث من طريق الجوهرى كالبغوى والدولابى إذ فيهما أن الجوهرى قال المثنى بن ماوى أبو المنازل عن الأشج وفاقًا لمحمد بن مرزوق فاللَّه أعلم أممن ما ذكره الترمذي عن الجوهرى أم من الجوهرى فكان يحكى الوجهين وأحدهما صواب والآخر خطأ أم ذلك غلط عليه من قبل أبي عيسى وأما سياق إسحاق فقد ذكره عنه البخاري كما تقدم والمثنى لا أعلم من وثقه إلا ابن حبان وذلك على قاعدته في توثيق من كان بين ثقتين وكان من التابعين.
* تنبيه:
ما وقع عند ابن حبان من قوله: "حدثنى غنم" غلط الصواب أن المثنى هو أحد بنى غنم كما عند أبي يعلى بهذا السياق.
٢٩٦٤/ ١٤ - وأما حديث ديلم:
فرواه عنه أبو الخير وعبد اللَّه بن عمرو وطاوس.
* أما رواية أبي الخير عنه:
فرواها أبو داود ٤/ ٨٩ وأحمد ٤/ ٢٣١ و ٢٣٢ وفي الأشربة ص ٨٢ و ٨٣ وابن أبي