وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ص ٢١٨ والحاكم ١/ ٥٤٦:
من طريق بشر بن منصور الباهلى السلمى عن زهير بن محمد التميمى عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - فانطلقنا معه فلما طعم وغسل يده أو قال يديه قال:"الحمد للَّه الذى يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد للَّه غير مودع ربى ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغنى عنه الحمد للَّه الذى أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسا من العرى وهدى من الضلال وبصر من العمى وفضل على كثير ممن فضل تفضيلًا الحمد للَّه رب العالمين". والسياق لابن أبي الدنيا. وزهير مختلف فيه أحسن ما قيل فيه قول أحمد وأبي حاتم. إذ اختار أحمد صحة رواية أهل العراق عنه وأما أبو حاتم فقال فيه:"محله الصدق وفي حفظه سوء وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه فما حدث من حفظه ففيه أغاليط وما حدث من كتبه فهو صالح" يحتاج إلى نظر من أبي حدث هذا الحديث.
* وأما رواية المقبرى عنه:
ففي الجامع لمعمر كما في المصنف ١٠/ ٤٢٤ والترمذي ٤/ ٦٥٣ وابن حبان ١/ ٢٦٧ وأحمد ٢/ ٢٨٣ والبيهقي ٤/ ٣٠٦ والحاكم ٤/ ١٣٦:
من طريق عبد الرزاق ومعتمر بن سليمان والسياق لمعتمر عن معمر عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر" والسياق لابن حبان.
وقد اختلف فيه على معمر فقال عنه محمد بن ثور ما تقدم خالفه عبد الرزاق إلا أن عبد الرزاق رواه عن معمر على وجهين فمرة قال عنه عن رجل من بنى غفار عن المقبرى عن أبي هريرة ومرة قال عن معمر عن الزهرى عن رجل عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة.
واختلف فيه أيضًا على قرين عبد الرزاق وهو معتمر فقال عنه نصر بن على ما تقدم عند ابن حبان خالفه صالح بن حاتم بن وردان إذ قال عنه عن معمر عن رجل من غفار عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة. وقد صوب الدارقطني في العلل هذا السياق وانظر العلل ١٠/ ٣٧٣، واختلف في هذا الرجل المبهم ففي العلل للدارقطني ما نصه:"ويقال: إن الرجل الغفارى هذا: اسمه محمد بن عبد الرحمن" وجوز الحافظ في الفتح ٩/ ٥٨٣ كونه معن بن محمد الغفارى. وما حكاه الدارقطني أولى إذ لم أر الحديث من رواية الرواة عن