عبد الرزاق قيل له: إن عبد الرزاق كان يحدث بأحاديث عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر ثم حدث بها عن عبيد اللَّه بن عمر فقال يحيى: لم يزل عبد الرزاق يحدث بها عن عبيد اللَّه ولكنها كانت منكرة". اهـ. وفي مسائل أبي داود عن أحمد في ص ٣١٥ ما نصه: سمعت أحمد ذكر حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن سالم عن أبيه أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - رأى على عمر ثوبا جديدًا فقال: "لبست جديدًا" فقال: كان يحدث به عبد الرزاق من حفظه فلا أدرى هو في كتابه أم لا؟ وجعل أبو عبد اللَّه ينكره". اهـ. ونحو هذا نقله الأثرم عن أحمد وانظر شرح علل الترمذي لابن رجب ٢/ ٧٥٦.
وفي هامش الدعاء للطبراني أيضًا من نتائج الأفكار:"قال الطبراني: "وهم فيه عبد الرزاق وحدث به بعد أن عمى والصحيح عن معمر عن الزهرى ولم يحدث به عن عبد الرزاق إلا هؤلاء الثلاثة". اهـ. وحكى البزار أن عبد الرزاق تفرد به وكذا قال حمزة بن محمد الكنانى كما في تحفة المزى ٥/ ٣٩٧.
وفي اتفاق هؤلاء الأئمة على ضعف الحديث وتصويب إرساله رد على، ابن حبان ومن تبعه من المحققين المعاصرين في تصحيحهم له لثقة رجاله وأن الصواب إرساله والرواية المرسلة خرجها ابن سعد في الطبقات ٣/ ٣٢٩ من طريق ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي الأشهب أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - رأى على عمر فذكره وله طريق أخرى عند ابن أبي شيبة.
كما أن الطريق الموصولة لها طريق أخرى عند الطبراني في الدعاء من طريق عبد الرزاق عن الثورى عن عاصم ولعل هذه الطريق كانت عند عبد الرزاق فاختلطت عليه بالأولى وهذا يظهر أنه مما حدث به عبد الرزاق عن الثورى حين سمع منه بمكة وسماعه فيها ضعيف لأنه لم يكتب عنه هناك ولأن هذا الحديث كما سبق عن أحمد لم يكن في مصنفاته ويظهر من كلام أحمد السابق أن الفارق بين سماع عبد الرزاق ما كان باليمن وما كان بمكة أن ما سمعه بمكة غير مدون في مصنفاته واللَّه أعلم ثم بعد كتابة ما تقدم وترجيح الإرسال رأيت إمام الصنعة في تاريخه ٣/ ٣٥٦ رجح الإرسال فخررت ساجدًّا للَّه على نعمته.