سفيان عام حج وهو على المنبر وهو يقول وتناول قصة من شعر كانت بيد حرسى أين علماؤكم؟ سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ينهى عن مثل هذه ويقول:"إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم" والسياق للبخاري.
وقد اختلف فيه على الزهرى فقال كبار أصحابه مثل مالك ويونس وسفيان وابن جريج والأوزاعى ومعمر وعبد الرحمن بن إسحاق وغيرهم ما تقدم.
خالفهم عبد الجبار بن عمر إذ قال عنه عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن قارض قال: سمعت معاوية فذكره. خالف الجميع النعمان بن راشد إذ قال عنه عن السائب بن يزيد عن معاوية وأولاها بالتقديم الأولى وهى اختيار الشيخين.
* وأما رواية سعيد عنه:
ففي البخاري ١٠/ ٣٧٤ ومسلم ٣/ ١٦٨٠ والنسائي ٨/ ١٤٤ وأحمد ٤/ ٩١ و ٩٣ و ٩٤ و ١٠١ وابن أبي شيبة ٦/ ٧٦ وابن حبان ٧/ ٤١٨ والطبراني في الكبير ١٩/ ٣٢٠ والأوسط ٢/ ٢٦٨ والدارقطني في الأفراد كما في أطرافه ٤/ ٢٨٦:
من طريق عمرو بن مرة سمعت سعيد بن المسيب قال قدم معاوية المدينة آخر قدمة قدمها فخطبنا فأخرج كبة من شعر قال:"ما كنت أرى أحدًا يفعل هذا غير اليهود إن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - سماه الزور يعنى الواصلة في الشعر" والسياق للبخاري وذكر الدارقطني في الأفراد أن قتادة تفرد به عن ابن المسيب فما أدرى ما المراد بقوله علمًا بأن عمرو بن مرة قد تابعه واتحدا في تسمية الواصل للشعر في كونه زورًا.
* وأما رواية المقبرى عنه:
ففي النسائي ٨/ ١٤٤ وابن حبان ٧/ ٤١٧ و ٤١٨ والطبراني في الكبير ١٩/ ٣٤٥:
من طريق زيد بن أسلم وفليح بن سليمان وبكير بن عبد اللَّه بن الأشج وهذا سياقه عن سعيد المقبرى قال: رأيت معاوية بن أبي سفيان على المنبر ومعه في يده كبة من كبب النساء من شعر فقال: ما بال المسلمات يضعن مثل هذا إنى سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول:"أيما امرأة زادت في رأسها شعرًا ليس منه فإنه زور تزيد فيه" والسياق للنسائي.
وقد اختلف فيه على زيد وفليح.
أما الخلاف فيه على زيد فقال عنه مسلم بن خالد عن سعيد المقبرى عن معاوية مثل رواية بكير. خالفه إسماعيل بن عياض إذ قال عن زيد عن سعيد عن أبيه عن معاوية.