قتادة كان له على رجل دين فكان يأتيه يتقاضاه فيختبئ منه فجاء ذات يوم فخرج صبى فسأله عنه فقال: نعم هو في البيت فناداه يا فلان اخرج فإنى قد أخبرت أنك هاهنا فخرج إليه فقال ما يغيبك عنى؟ قال: إنى معسر وليس عندى شىء فقال اللَّه إنك لمعسر؟ قال: نعم قال فبكى أبو قتادة، ثم قال: سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول:"من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة" والسياق لعبد بن حميد. وإسناده حسن.
* وأما رواية أبي بكر المكى عنه:
ففي الجزء السادس من الفوائد المنتقاة الأفراد عن الشيوخ الثقات لمؤمل بن أحمد الشيبانى ص ١٦٦ وابن شاهين في فضائل الأعمال ص ٣٧١:
من طريق الفضيل عن أبي حريز أن أبا بكر المكى حدثه قال: سمعت أبا قتادة الأنصارى -رضي اللَّه عنه- يقول قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "من أحب أن يستظل في ظل العرش فلينظر معسرًا أو يترك له" والسياق للشيبانى وعقبه بقوله:
"هذا حديث غريب من حديث أبي حريز قاضى سجستان عن أبي بكر تفرد به الفضيل عنه". اهـ.
وأبو بكر المكى ذكره البخاري في الكنى ص ١١ بقوله:"أبو بكر المكى رأى أنسًا وابن المسيب". اهـ فقوله رأى أنسا يفهم منه أن لا سماع له منه إنما مثله كمثل الأعمش في أنس فإذا كان هذا في شأن أنس فبالأحرى عدم سماعه ممن توفى قبل أنس بأربعين عاما أو نحوه وهو أبو قتادة.
تنبيهان:
الأولى: ضعف الحديث مخرج الفوائد للشيبانى بالفضل بن ميسرة ولم أر له سلفًا إلا أن يكون اعتمد على ذلك بقول ابن المدينى سمعت يحيى بن سعيد قال: قلت: للفضل بن ميسرة أحاديث أبي حريز قال: سمعتها فذهب كتابى فأخذته بعد ذلك من انسان". اهـ فإذا كان هذا مصدره فمن يك على هذه السمة فالمعلوم أن المختار في أصول الحديث أنه إذا لم يقع على الكتاب أي تغيير فإن الجواز مع التحديث من ذلك الكتاب كائن.
الثانى: ذكر مخرج كتاب ابن شاهين أنه لم يجد لأبى بكر المكى ترجمة وهو محجوج بما تقدم.