فلهدنى في صدرى لهدة أوجعتنى ثم قال:"أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله" قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم قال: "فإن جبريل أتانى حين رأيت فنادانى، فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظنت أن قد رقدت، فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي"، فقالت: إن ربك يأمرك أن تأتى أهل البقيع فتستغفر لهم قالت: قلت كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال:"قولى السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".
وقد اختلف فيه على ابن جريج إذ رواه عنه ابن وهب كما تقدم إلا أنه قال في شيخ ابن جريج عبد الله بن كثير بن المطلب ووافقه على ذلك عبد الرزاق كما عند ابن حبان خالفهما حجاج بن محمد إذ قال عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن محمد بن قيس عنها، فكانت المخالفة لابن وهب في تعيين نسب شيخ ابن جريج حيث قال ابن وهب ما سبق خالفه حجاج إذ عين كونه ابن أبي مليكة.
وهذه الطريق قد خرجها مسلم في صحيحه إلا أنه أبهم شيخه حيث قال:"وحدثنى من سمع حجاجًا الأعور قال: حدثني حجاج بن محمد، حدثنا ابن جريج، أخبرنى عبد الله فذكر ما قدمته مع المتن" وبأن بهذا أن المهمل في قول مسلم "رجل من قريش" هو ابن أبي مليكة كما يعلم من ذكر الاختلاف عند النسائي.
وحجاج أقوى من ابن وهب وعبد الرزاق، وقد وقع عند عبد الرزاق في المصنف "أخبرنى ابن جريج قال: أخبرنا محمد بن قيس بن مخرمة قال: سمعت عائشة" وهذه رواية الدبرى عن عبد الرزاق والرواية السابقة هي رواية محمد بن عبد الله العطار. والنفس تميل إلى ما خرجه مسلم. وابن وهب قد تكلم في روايته عن ابن جريج لأنه سمع منه في حال الصغر ولا تقاوم متابعة عبد الرزاق لكي تقدمان على حجاج.
من طريق ابن جريج قال زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول: "سمعت عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمكث عند زينب ابنة جحش ويشرب عندها عسلاً فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلتقل إنى لأجد منك ريح مغافير أكلت مغافير،