وأما إبراهيم بن أبى العباس فاختلف فيه عليه فمرة رواه عن الحسن كرواية من تقدم وهى الرواية المشهورة عنه. خالفهم حاتم بن الليث إذ قال عن الحسن عن السدى عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن عن على وقد حكم الدارقطني على هذه الرواية بالوهم وصوب رواية من لم يزد سعدًا بين السدى والسلمى.
والحسن وثقه أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم لذا يستحق فوق ما قاله الحافظ فيه من كونه صدوق يهم. وقد مال الإمام ابن عدى في الكامل إلى ضعف هذا الحديث من أجله لكونه تفرد به. إذ قال بعد ذكره للحديث المتقدم ما نصه:
"وهذا لا أعلم يرويه عن السدى غير الحسن هذا ومدار هذا الحديث المشهور على أبى إسحاق السبيعى عن ناجية بن كعب عن على - رضي الله عنه -: "إلى أن قال: "وهذا أنكر ما رأيت له عن السدي". اهـ. كل ذلك بعد أن ضعف الحسن عن يزيد والظاهر من ذلك أن ما اتفق عليه الأئمة السابقون أولى والراوى إن كان ثقة لا يضره تفرده بالحديث فكم من حديث في الصحيح أفراد من طرق الثقات. وأقل الأحوال أن الحديث حسن من أجل السدى.
* وأما رواية ناجية بن كعب عنه:
ففي أبى داود ٣/ ٥٤٧ والنسائي ١/ ٩٢ وأحمد ١/ ٩٧ و ١٣١ وأبى يعلى ١/ ٢٢٩ و ٢٣٠ والطيالسى ص ١٩ وابن أبى شيبة ٣/ ٢٢٨ و ١٥٥ وعبد الرزاق ٦/ ٣٩ وابن الجارود ص ١٩٢ والطبراني في الأوسط ٥/ ٣٤٠ والدارقطني في العلل ٤/ ١٤٤ والبيهقي ١/ ٣٠٥ وأبى الفضل الزهرى في حديثه ١/ ٢١٤:
من طريق شعبة وغيره عن أبى إسحاق قال: سمعت ناجية بن كعب يحدث عن على: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أبا طالب مات. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أذهب فواره" فقال: إنه مات مشركًا. فقال:"أذهب فواره" قال: فلما واريته رجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لى:"اغتسل". والسياق لأحمد.
وقد اختلف فيه على أبى إسحاق فرواه عنه شعبة والثورى وإسرائيل وزهير بن معاوية وغيرهم عنه كما تقدم. وقد تابعهم على هذه الرواية متابعة قاصرة في أبى إسحاق زياد بن الحسن بن فرات القزاز كما عند الطبراني خالفهم أبو حمزة السكرى والحسين بن واقد لاسماعيل بن مسلم إذ قالوا عنه عن الحارث عن على رفعه. وقد حكم الدارقطني عليهما بالوهم. وإسماعيل ضعيف وحينًا يسقط ناجية. خالف جميع من تقدم الأعمش إلا أنه