من طريق شعبة عن أبى إسحاق قال: سمعت الربيع بن البراء بن عازب يحدث عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قدم من سفر قال:"آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون". والسياق للترمذي.
وقد اختلف في إسناده على أبى إسحاق فرواه شجة عنه كما تقدم. خالفه الثورى ومنصور وإسرائيل وفطر وزكريا بن أبى زائدة إذ ساقوه بإسقاط الربيع وقالوا عن أبى إسحاق عن البراء. وانفرد فطر من بينهم إذ صرح بسماع أبى إسحاق من البراء كما عند ابن حبان. وفطر بن خليفة نقم عليه تدليس الصيغ ففي فتح المغيث للسخاوى ١/ ٢١١ ما نصه:"قال على ابن المدينى: قلت ليحيى بن سعيد القطان: يعتمد على قول فطر ثنا ويكون موصولاً فقال: لا فقلت أكان ذلك منه سجية قال: نعم: وكذا قال الفلاس: إن القطان قال له: وما ينتفع يقول فطر ثنا عطاء ولم يسمع منه". اهـ. فهذا يبين أن ما أتى به هنا فطر من تصريح أبى إسحاق لا يغنى عنه ذلك وإن كان كلام الفلاس وابن المديني كائن في شيوخه.
وقد حكم النسائي على رواية الثورى وفطر ومن تابعهما بالإرسال وصوب رواية شعبة وهو الحق لأمرين لكون أبى إسحاق مدلس وقد عنعن في رواية الثورى وغيره إلا ما تقدم عن فطر وما قيل فيه.
والثانية كون شعبة وإن كانت روايته التى زاد فيها الربيع معنعنة أيضًا إلا أن شعبة قد
تقدم القول عنه أنه كفانا تدليسه هو والأعمش وقتادة.
١٦٢٠/ ١٦٨ / وأما حديث أنس بن مالك.
فرواه عنه يحيى بن أبى إسحاق وزياد النميرى.
* أما رواية يحيى عنه:
فرواها البخاري ٦/ ١٩٢ ومسلم ٢/ ٩٨٠ والنسائي في اليوم والليلة ص ٣٧١ وأحمد ٣/ ١٨٧ و ١٨٩ وابن أبى شيبة في المصنف ٧/ ١٠٠ وابن سعد في الطبقات ٨/ ١٢٤:
من طريق عبد الوارث قال: حدثنى يحيى بن أبى إسحاق عن أنى بن مالك - رضي الله عنه - قال:"كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مقفله من عسفان ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وقد أردف صفية بنت حيى فعثرت ناقته فصرعا جميعًا فاقتحم أبو طلحة فقال: يا رسول الله جعلنى الله فداءك قال: "عليك المرأة". فقلب ثوبًا على وجهه وأتاها فألقاه عليها وأصلح لهما مركبهما فركبًا واكتنفنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أشرفنا على المدينة قال: "آيبون تائبون عابدون لربنا