ففي مسند ابن أبى عمر كما في المطالب ١/ ٤١٤ وابن عدى في الكامل ٤/ ٢٤٦:
من طريق عبد الله بن بشر ومروان بن معاوية الفزارى والسياق لابن بشر كلاهما عن حميد وأبان عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقبل امرأته وهو صائم قال:"هي ريحانته يشمها إذا شاء".
وقد اختلف في سياق الإسناد بين مروان وأبان، أما مروان فقال عن أبان فقط وأبان هذا هو ابن أبى عياش وهو متروك. وقد تابع أبان من تقدم إلا أن الطريق إلى حميد لا تصح إذ عبد الله بن بشر حكم عليه الدارقطني بالوهم. كما تقدم كلامه في حديث أبى سعيد وأنه خالف الثقات الذين جعلوه من مسند أبى سعيد. وقد سبق الدارقطني إلى هذا أبو زرعة ففي علل ابن أبى حاتم ١/ ٢٦١ و ٢٦٢ ما نصه:"سئل أبو زرعة عن حديث رواه معمر بن سليمان عن عبد الله بن بشر عن أبان وحميد عن أنس" إلى قوله: "قال أبو زرعة أما من حديث حميد فمنكر وأما أبان فقد روى عنه". اهـ. يشير بالكلام الأخير إلى رواية مروان المتقدمة. وقد اختلف فيه على حميد فرواه عنه ابن بشر كما تقدم. خالفه عبد الأعلى كما عند ابن أبى حاتم في العلل ١/ ٢٣٢ إذ قال عبد الأعلى عن حميد عن أنس عن عائشة مرفوعًا فذكره. وقد حكم أبو زرعة على هذه الرواية بالغلط وصوب كونه عن حميد عن بكر بن عبد الله عن عائشة.
* وأما رواية سليمان التيمى عنه:
ففي الأوسط للطبراني ٤/ ٣٦٧ والصغير ١/ ٢٢٠ وابن أبى حاتم في العلل ١/ ٢٤٦: من طريق محمد بن عبد الله الأرزى قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيقبل الصائم؟ فقال:"وما بأس بذلك؟ ريحانة يشمها" قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سليمان التيمى إلا معتمر تفرد به: محمد بن عبد الله الأرزى". اهـ.
وقد حكم أبو حاتم على هذه الرواية بالبطلان ففي علل ابن أبى حاتم ١/ ٢٤٦ أيضًا عن أبيه ما نصه:"هذا حديث باطل وليس هو من حديث حميد إنما هو من حديث أبان" اهـ.