وقال شعبة فيه:"صلة بن سليمان كان واسطيًّا وكان ببغداد وكان كذابًا ترك الناس حديثه". اهـ فإذا كان الأمر فيه كما تقدم فما قاله الهيثمى فهو بيّن الغلط وأما قرينه عمير بن عمران فيكفى فيه قول الإمام ابن عدى "حدث بالبواطيل عن الثقات وخاصة عن ابن جريج". اهـ. وقد ظن ابن عدى أن عميرًا تفرد برواية هذا الحديث إذ قال بعد أن ذكر له هذا الحديث وغيره ما نصه:
"ولعمير غير ما ذكرت ومقدار ما ذكرت مما رواه عن ابن جريج لا يرويها غيره عن ابن جريج والضعف بين على حديثه". اهـ.
وقد اختلف فيه على ابن جريج من أي مسند هو فقال عنه من سبق ما تقدم خالفهما آخرون إذ جعلوه من مسند كعب كما تقدم.
١٣٠١/ ٤٢ - وأما حديث أبى هريرة:
فرواه عنه ميمون بن مهران وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
* أما رواية ميمون بن مهران عنه:
ففي الكامل لابن عدى ٦/ ١٦٨:
من طريق محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من البر الصيام في السفر" وابن عكاشة قال فيه ابن عدى بعد روايته له هذا الحديث وغيره ما نصه:
"وهذه الأحاديث بأسانيدها مع غير هذا مما لم أذكره لمحمد بن إسحاق العكاشى كلها مناكير موضوعة". اهـ. وقد كذبه غير واحد.
* وأما رواية أبى سلمة عنه:
ففي علل ابن أبى حاتم ١/ ٢٣٩:
من طريق الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعًا "الصائم في السفر كالمفطر في الحضر" وذكر أنه وقع في الحديث اختلاف فيه على الزهرى منهم من رواه عنه كما تقدم. ومنهم من رواه عنه وجعله من مسند عائشة ومنهم من جعله من مسند أبى سلمة عن أبيه مرفوعًا ومنهم من وقفه على عبد الرحمن بن عوف وصوب أبو زرعة رواية الوقف.