وقال الدارقطني بعد ذكره رواية النضر ومخالفة الزهرى ما نصه: وحديث الزهرى أشبه بالصواب". اهـ.
وقد حكم عدة من أهل العلم على أن النضر تفرد بروايته السابقة كما قال البزار والدارقطني في الأفراد.
وفيما تقدم يظهر أن من سلك الجادة لا يترجح عليه رواية من لم يسلكها مطلقًا إذ الزهرى ويحيى قد سلكاها كما تقدم.
الثالثة: الانقطاع بين أبى سلمة ووالده وهو قول البخاري وابن معين وابن المدينى وأحمد وأبى حاتم ويعقوب بن شيبة وأبى داود.
فإن قيل: حديث الباب قد ورد فيه التصريح بسماعه من أبيه كما تقدم. قلنا السند لا يصح كما تقدم القول في العلتين الأوليين وقد قال الفسوى في التاريخ ٢/ ٩٩ ما نصه: "وقد روى عن النضر بن شيبان عن أبى سلمة بن عبد الرحمن حدثنى عبد الرحمن بن عوف. وهذا خطأ لم يسمع أبو سلمة من أبيه شيئًا". اهـ. وفى التهذيب ١٠/ ١١٧: "وقال ابن عبد البر لم يسمع من أبيه وحديث النضر بن شيبان في سماع أبى سلمة عن أبيه لا يصححونه". اهـ.
* تنبيه: وقع عند ابن أبى شيبة "نصر بن شيبان" صوابه ما تقدم.
٢/ ١٢٦١ - وأما حديث ابن مسعود:
فرواه ابن خزيمة ٣/ ١٩٠ وأبو يعلى ٥/ ١٢٤ والطبراني في الكبير ٢٢/ ٣٨٨ و ٣٨٩ وابن أبى الدنيا في فضائل رمضان ص٤٩ وأبو نعيم في معرفة الصحابة ٦/ ٣٠٢٩ والبيهقي في فضائل الأوقات ص١٥٩ وفى الشعب ٣/ ٣١٣ والأصبهانى في الترغيب ٢/ ٧١٥:
من طريق الشعبى عن نافع بن بردة عن ابن مسعود أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول وقد أهل رمضان: "لو علم العباد ما في رمضان لتمنت أمتى أن يكون رمضان السنة كلها" فقال رجل من خزاعة: حدثنا به قال: "إن الجنة تزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فينظرون الحور العين إلى ذلك" فقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجًا تقر أعينا بهم وتقر أعينهم بنا قال فما من عبد يصوم رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} على كل امرأة منهن