فقلت: يا رسول الله رد الجيش فأنا لك بإسلامهم وطاعتهم قال: "افعل فكتب إليهم فأتى وفد منهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلامهم وطاعتهم فقال: "يا أخا صداء إنك لمطاع في قومك" قلت: بل هداهم الله وأحسن إليهم قال: "أفلا أؤمرك عليهم؟ " قلت: بلى، فأمرنى عليهم وكتب لى بذلك كتابًا وسألته من صدقاتهم ففعل وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ في بعض أسفاره فنزل منزلاً فأعرسنا من أول الليل فلزمته وجعل أصحابه ينقطعون حتى لم يبق منه رجل غيرى فلما تحين الصبح أمرنى فأذنت ثم قال لى: "يا أخا صداء معك ماء" قلت: نعم: قليل لا يكفيك قال: "صبه في الإناء ثم ائتنى به" فأتيته فأدخل يده فيه فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عينًا تفور قال: "يا أخا صداء لولا أنى أستحى من ربى لسقينا واستقينا ناد في الناس: من كان يريد الوضوء " قال: فاغترف من اغترف وجاء بلال ليقيم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخا صداء قد أذن ومن أذن فهو يقيم " فلما صلى الفجر أتى أهل المنزل يشكون عاملهم ويقولون: يا رسول الله حدثنا بما كان بيننا وبين قومنا في الجاهلية فالتفت إلى أصحابه وأنا فيهم فقال: "لا خير في الإمارة لرجل مسلم" فوقعت في نفسى وأتاه سائل فسأله فقال: "من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن" قال: فأعطنى من الصدقات فقال: "إن الله لم يرض في الصدقات بحكم نبى ولا غيره حتى جعلها ثمانية أجزاء فإن كنت منهم أعطيتك حقك" فلما أصبحت قلت: يا رسول الله اقبل إمارتك فلا حاجة لى فيها قال: "ولم؟ " قال: سمعتك تقول: "لا خير في الإمارة لرجل مسلم"، وقد آمنت وسمعتك تقول: "من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن" فقد سألتك وأنا غنى قال: هو ذاك فإن شئت فخذ وإن شئت فدع قلت: بل أدع قال: فدلنى على رجل أوليه فدللته على رجل من الوفد فولاه قالوا: يا رسول الله إن لنا بئرًا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها فاجتمعنا عليه وإذا كان الصيف قل وتفرقنا على مياه حولنا وإنا لا نستطيع اليوم أن نتفرق، كل من حولنا عدو فادع الله يسعنا ماؤها فدعا بسبع حصيات فنقدهن في كفه ثم قال: "إذن استَموها فألقوا واحدة واحدة واذكروا اسم الله فما استطاعوا أن ينظروا إلى قعرها بعد" والسياق للطبراني وقد تفرد به الإفريقى وهو ضعيف وهذا أحد الأحاديث الستة التى انفرد بها كما قال ذلك الثورى خرج قول الثورى أبو العرب في طبقات علماء أفريقية وتونس.