وابن حبان ٤/ ١٨٩ والنسائي في الكبرى ٦/ ٣٤٢ والطبراني في الكبير ١١/ ٧٧ والطحاوي ١/ ٣٦١ والبيهقي ٣/ ٣١٩:
من طريق العوام وغيره قال: (سألت مجاهدًا عن سجدة "ص" فقال: سألت ابن عباس من أين سجدت؟ فقال: أو ما تقرأ {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ}{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فكان داود ممن أمر نبيكم أن يقتدى به فسجد داود فسجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) والسياق للبخاري.
واختلف فيه على العوام فقال عنه شعبة ومحمد بن عبيد الطنافسى ما تقدم تابعهما ابن أبي غنية وقال أبو خالد الأحمر وغيره عن العوام عن سعيد بن جبير عن ابن عباس والظاهر صحة الطريقين عن العوام وقد توبع أبو خالد على هذه الرواية عن العوام كما يأتي.
* وأما رواية سعيد بن جبير عنه:
ففي السنن الكبرى للنسائي ٦/ ٤٤٢ وابن خزيمة ١/ ١٧٧ وابن المنذر في الأوسط ٥/ ٢٥٣ والطبراني في الأوسط ١/ ٣٠١ وابن أبي شيبة ١/ ٤٦١ والدارقطني في السنن ١/ ٤٠٧:
من طريق ذر بن عبد الله المرهبى والعوام كلاهما عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في "ص" وقال: "سجدها داود - عليه السلام - توبةً ونسجدها شكرًا" والسياق للنسائي.
وقد اختلف في إسناده عليهما. أما الخلاف على ذر فرواه عنه ولده عمر وعنه وقع الخلاف في وصله وإرساله فأرسله عنه سفيان بن عيينة كما وقع عند الشافعي في الأم خالفه عبد الله بن بزيع وحجاج بن محمد ومحمد بن الحسن فوصلوه وقد اختلف أهل العلم في أي يرجح فذهب البيهقي إلى ترجيح الإرسال إذ قال في السنن بعد إسناده لرواية سفيان بن عيينة المرسلة بإسناده ما نصه:"هذا هو المحفوظ مرسلاً وقد روى من أوجه عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موصولاً وليس بقوى" اهـ، وأوهى من كلام البيهقي كلام ابن الجوزي حيث أعل الرواية الموصولة بعبد الله بن بزيع ظنًا منه أنه انفرد بذلك وليس كما ظن لما تقدم.
خالفهما ابن السكن إذ صححه كما في التخليص ٢/ ٩ وتبعه الحافظ إذ رجح رواية من وصل عن عمر بن ذر وهو الحق.