وقد اختلف في اللفظة الأخيرة على يزيد بن أبى زياد لذا قال أبو داود بعد أن ساقه من طريق شريك عن يزيد بالزيادة المتقدمة:"وروى هذا الحديث هشيم وخالد وابن إدريس عن يزيد لم يذكروا "ثم لا يعود". اهـ. وذكر البيهقي في الكبرى أيضًا عن أبى سعيد الدارمي ما نصه: "ومما يحقق قول سفيان بن عيينة أنهم لقنوه هذه الكلمة أن سمان الثورى وزهير بن معاوية وهشيمًا وغيرهم من أهل العلم لم يجيئوا بها إنما جاء بها من سمع منه بآخرة". اهـ. وفيما قاله أبو داود من كون هشيم وابن إدريس لم يأتيا بهذه الزيادة نظر فقد قال ابن عدى في الكامل عن رواية هشيم ما نصه: "ورواه هشيم وشريك وجماعة معهما عن يزيد بإسناده وقالوا: فيه: "ثم لم يعد" ورواية هشيم عند أبى يعلى مقرونة بهذه الزيادة وما قاله أيضًا من كونها لا توجد في رواية ابن إدريس عن يزيد غير سديد بل هي موجودة عند أبى يعلى وهذا النقد وارد على بعض كلام الدارمي المتقدم.
وعلى أي من الرواة من روى هذه الزيادة عن يزيد ساكتًا عن بيان مدى ثبوتها منهم شريك وإسماعيل بن زكريا ومنهم من يروى عنه الوجهين ولم يبين منهم هشيم وابن إدريس وشعبة. ومنهم من روى عنه الوجهين مبينًا حكم هذه الزيادة منهم ابن عيينة ففي
مسند الحميدي ومن طريقه الفسوى والبيهقي قول سفيان بعد أن ساق الحديث ما نصه:"وقدم الكوفة فسمعته يحدث به فزاد فيه "ثم لا يعود فظننت أنهم لقنوه وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته بالكوفة وقالوا: لى: إنه قد تغير حفظه أو ساء حفظه". اهـ. ووافق سفيان على قوله هذا على بن عاصم فقد ذكر الدارقطني في سننه عنه ما نصه بعد أن ساق الحديث من طريقه "قال على: فلما قدمت الكوفة قيل لى إن يزيد حى فأتيته فحدثنى بهذا الحديث فقال حدثنى عبد الرحمن بن أبى ليلى عن البراء قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حين قام إلى الصلاة فكبر ورفع حتى ساوى بهما أذنيه فقلت له: أخبرنى ابن أبى ليلى أنك قلت: ثم لم يعد قال: لا أحفظ هذا فعاودته فقال ما أحفظه". اهـ. ورواية ابن أبى ليلى محمد عن يزيد هي عند الدارقطني من رواية على بن عاصم عن محمد وفى هذا ما يؤذن أن في رواية وكيع عن ابن أبى ليلى عن الحكم وعيسى عن ابن أبى ليلى عن البراء وهم من ابن أبى ليلى إذ لم يرو هذه الزيادة من مسند البراء عن عبد الرحمن بن أبى ليلى إلا يزيد. وهذا قول البخاري أيضًا في رفع اليدين وقد قال: إن محمد بن أبى ليلى وهم في قوله عن عيسى والحكم وقال: إنه حدث به من حفظه وضعف الحديث أيضًا ابن معين كما في تأريخه رواية الدورى ١/ ٢٩١.