للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبيهقي في الكبرى ١/ ٤٣١ وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ٢/ ١٩٤ والطحاوى في المشكل ٥/ ٤٣٦ والعقيلى في الضعفاء ٤/ ٤٣٥.

كلهم من حديث محمد بن أبى صالح عن أبيه عنها أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين".

وقد اختلف في صحة الحديث على أقوال فمنهم من رد هذا اللفظ أصلًا ولم يجعله مرفوعًا من أي مسند كان ومنهم من قال: بعكس هذا ومنهم من فصل فصحح الحديث من مسند أبى هريرة لا عائشة ومنهم من عكس أيضًا.

وبيان ذلك أن على بن المدينى حكى المصنف عنه في الجامع والعلل أنه رد الحديث من كلا الطريقين وقال: إن أصح طرقه يونس بن عبيد عن الحسن مرسلًا وحجة ابن المدينى أن من جعل الحديث من مسند عائشة فإنه لا يعرف إلا من طريق محمد بن أبى صالح ولا يدرى من هو في قول ابن معين وخطأ غيره ممن جعله أخًا لسهيل، ومن جعل الحديث من مسند أبى هريرة فإنه لم يأت إلا من قبيل الأعمش والأعمش قد روى عنه عدة من أصحابه موضحين عدم سماعه له من أبى صالح فقد حكى البخاري عنه في التاريخ والمصنف في الجامع أن الأعمش قال مرة: سمعت أبا صالح أو بلغنى عنه وفى رواية ابن فضيل عنه أنه قال: عن رجل عن أبى صالح وغير ذلك فالروايات التى فيها عدم تصريحه بهذا تحمل على هذا وإن كانوا أكثر ولذا بعد أن ذكر الدارقطني في العلل جمًّا غفيرًا ممن رواه عن الأعمش غير موضحين عنه ما سبق قال: "وقال أبو بدر شجاع بن الوليد عن الأعمش قال حدثت عن أبى صالح عن أبى هريرة فأفسد الحديث". اهـ. فكأن الدارقطني يذهب إلى هذا علمًا بأن شجاع بن الوليد لم ينفرد بهذا فقد حكى المصنف عن أسباط بن نصر كذلك وقد وافق ابن المدينى على هذا التعليل ورد الروايتين أبو حاتم الرازى ففي العلل ١/ ٨١ ما نصه: "سمعت أبى وذكر سهيل بن أبى صالح وعباد بن أبى صالح فقال: هما أخوان ولا أعلم لهما أخ إلا ما رواه حيوة بن شريح عن نافع بن سليمان عن محمد بن أبى صالح عن أبيه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين" والأعمش يروى هذا الحديث عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأيهما أصح قال الأعمش. ونافع بن سليمان ليس بقوى. قلت: فمحمد بن أبى صالح هو أخو سهيل وعباد قال: كذا يروونه". اهـ. فقوله عليه الرحمة والرضوان: "الأعمش ونافع بن سليمان ليس بقوى" علمًا بأنهما في الجملة ثقتان إلا أنهما في حديث

<<  <  ج: ص:  >  >>