ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "يجزيك الصعيد ولو لم تجد الماء عشرين سنة فإذا وجدته فأمسه جلدك" والسياق للطبراني، وقال عقبه:(لم يرو هذا الحديث عن محمد إلا هشام ولا عن هشام إلا القاسم تفرد به مقدم). اهـ. وقال البزار:(لا يعلم يروى عن أبى هريرة إلا من هذا الوجه ومقدم ثقة معروف النسب). اهـ.
وقد اختلف في وصله وإرساله على هشام فوصله عنه القاسم وأرسله عنه أيوب وثابت بن يزيد وزائدة وأشعث بن سوار وقد رجح الدارقطني من أرسله وذلك كذلك فإن من وصل وإن كان ثقة فإنه لا يوازى من أرسله لا سيما وفيهم السختيانى وهو في الطبقة الأولى من أصحاب هشام إذا بان ما تقدم فما قاله الهيثمى في المجمع ٢٦١/ ١ (أن رجاله رجال الصحيح) غير موفى لإيفاد صحته والله أعلم.
٢٨٦ - وأما حديث عبد الله بن عمرو:
فرواه أحمد ٢/ ٢٢٥ وابن المنذر في الأوسط ٢/ ١٨ والبيهقي في الكبرى ١/ ٢١٦ و ٢١٧ معلقًا:
من طريق الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله الرجل يغيب ولا يقدر على الماء أيجامع أهله؟ قال:"نعم" والسياق لأحمد، قال البيهقي موضحًا علته بعد أن ذكر ما وقع فيه من الخلاف السابق وجعل الحديث من مسند أبى هريرة ما نصه "ورواه الحجاج بن أرطاة عن عمرو إلا أنه خالف في الإسناد فرواه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده واختصر المتن". اهـ.
فالحديث منكر إذ فيه علتان: ما قاله الهيثمى في المجمع ١/ ٢٦٣ من ضعف حجاج وأيضًا مخالفته للثقات المتقدمين كالثورى وابن المبارك وغيرهما حيث جعلاه من مسند أبى هريرة.
٢٨٧ - وأما حديث عمران بن حصين:
ففي البخاري ١/ ٤٤٧ ومسلم ١/ ٤٧٤ وأبى عوانة ١/ ٣٠٧ و ٣٠٨ وأحمد ٤/ ٤٣٤ وابن خزيمة ١/ ١٣٧ والطبراني في الكبير ١٨/ ١٣٢ والطحاوى في أحكام القرآن ١/ ١٠٩:
من طريق عوف بن أبى جميلة وسلم بن زرير وإسماعيل بن مسلم كلهم عن أبى رجاء