ففي مسند أحمد ٢/ ٢٧٨ و ٣٥٢ وإسحاق ١/ ٣٣٩ وأبى يعلى ٥/ ٣٣٣ وابن أبى شيبة في مسنده كما في المطالب ١/ ١٠٤ وعبد الرزاق ١/ ٢٣٦ في مصنفه والطبراني في الأوسط ٢/ ٢٩٠ و ٦/ ٢١٧ وابن عدى في الكامل ١/ ٣٧٨ و ٤/ ١٩٧والدارقطني في العلل ٣/ ٩٣ والبيهقي في الكبرى ١/ ٢١٧:
من طريق المثنى بن الصباح وحجاج بن دينار وابن لهيعة كلهم عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال: جاء ناس من أهل البادية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله إنا نكون في هذا الرمل الأشهر الثلاثة والأربعة وفينا النفساء والحائض والجنب ولسنا نجد الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالأرض" والسياق لإسحاق وقد وقع في سنده اختلاف على المثنى وحجاج.
أما الاختلاف على المثنى:
فاختلف فيه عليه في رفعه ووقفه فممن رفعه عنه: الثورى وابن المبارك وعبد الرزاق ومحمد بن سلمة وعيسى بن يونس فساقوه عن المثنى كما تقدم تابعهم على رفعه أيضًا حفص بن غياث إلا أنه أبدل الزهرى مكان عمرو بن شعيب وروايته في الأوسط للطبراني وقد حكم عليها الطبراني بالتفرد حيث قال: (لم يرو هذا الحديث عن الزهرى إلا المثنى بن الصباح ولا رواه عن المثنى إلا حفص تفرد به إبراهيم الشافعي) إلخ وقد حكم الدارقطني على هذه الرواية في العلل بالوهم ووجه الوهم إلى إبراهيم وذكر أن أبا السائب حماد بن السائب رواه عن حفص أيضًا مخالفّا لإبراهيم حيث أسقط الزهرى وقال: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن أبى هريرة ووهمه في إبداله شعيبًا على سعيد بن المسيب.
خالف جميع من تقدم سفيان بن عيينة حيث رواه عن المثنى عن عمرو وأرسله ولا شك أن روايته مرجوحة والحكم لمن وصل إذ ابن عيينة لا يوازى من تقدم ممن وصل.
وأما الاختلاف فيه على حجاج:
فرواه عنه أشعث السمان واختلف فيه عليه فساقه عنه أبو داود الطيالسى وفاقًا للرواية المشهورة عن المثنى بن الصباح خالف الطيالسى سعيد بن سليمان إذ قال عنه عن عمرو بن