بعضهم بعضًا فيلقى الرجل ذو المنزلة المرتفعة من هو دونه فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضى حسن حديثه حتى يتمثل عليه أحسن من ذلك وذلك أنه لا ينبغى لأحدٍ أن يحزن فيها ثم ننصرف إلى منازلنا فنلقى أزواجنا فيقلن: مرحبًا وأهلًا بحبنا لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أكثر مما فارقتنا عليه فيقول: إنما جالسنا اليوم ربنا الجبار تبارك وتعالى فبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا به" والسياق للآجرى.
وقد اختلف في وصله وإرساله على الأوزاعى فوصله عنه من سبق خالفهما هقل بن زياد إذ قال عنه قال: أنبئت أن سعيد بن المسيب لقى أبا هريرة فذكره والصواب رواية هقل إذ ابن أبى العشرين ضعف فيما يخالف ولا تنفعه متابعة سويد إذ هو متروك وهقل في الطبقة الأولى من أصحاب الأوزاعى فرواية الوصل منكرة وقد غمزها العقيلى.
٣٦٠٥/ ٧ - وأما حديث أبى سعيد:
فرواه أحمد ٣/ ٧٥ وابن أبى الدنيا في صفة الجنة ص ٧١ و ٨٧ وابن حبان ٩/ ٢٤٤ والحاكم ٢/ ٤٢٦:
من طريق دراج عن أبى الهيثم عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكبيه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وأن أدنى لؤلؤة عليها تضىء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد وإنه ليكون عليها سبعون
ثوبًا أدناها من النعماء من طوبى فينفذ بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وإن عليهم لتيجان أدنى لؤلؤة فيه تضىء ما بين المشرق والمغرب".
ودراج ضعيف في شيخه وقد ذكر الحاكم في هذا الموضع عن ابن معين أن عمرو بن الحارث عن دراج به من أصح أسانيد المصريين. وهذا خلاف ما ذهب إليه الحاكم.
٣٦٠٦/ ٨ - وأما حديث أنس:
فرواه ابن أبى الدنيا في صفة الجنة ص ٨١ و ٨٢ والطبراني في الأوسط ٦/ ٣١٢ وأبو يعلى في مسنده كما في المطالب ٥/ ١٣٧ و ١٣٨ والبيهقي في البعث والنشور ص ٢٢٦:
من طريق ابن أبى ذئب عن عون بن الخطاب عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الحور في الجنة يتغنين يقلن: