الشهداء قال فيشفعون لمن أرادوا فإذا فعلت الشهداء ذلك قال: يقول الله أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتى من كان لا يشرك بالله شيئًا قال فيدخلون الجنة قال: ثم يقول: انظروا في النار هل من أحد عمل خيرًا قط قال فيجدون في النار رجلًا فيقال له هل عملت خيرًا قط فيقول لا غير أنى كنت أسامح الناس في البيع فيقول اسمحوا لعبدى كإسماحه إلى عبيدى ثم يخرجون من النار رجلًا آخر فيقول هل عملت خيرًا قط؟ فيقول لا غير أنى أمرت ولدى إذا مت فأحرقونى بالنار ثم اطحنونى حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا إلى البحر فذرونى في الريح قال فقال الله: لم فعلت ذلك؟ قال: من مخافتك قال: فيقول انظر إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله قال فيقول: لم تسخر بى وأنت الملك فذلك الذي ضحكت منه من الضحى" والسياق لأبي عوانة.
وقد اختلف فيه على أبى هنيدة فقال عنه أبو نعامة عمرو بن عيسى العدوى ما سبق خالفه الجريرى إذ جعله من مسند حذيفة ولا شك أن الجريرى أقوى منه إلا أن الدارقطني مال إلى ضعف الحديث من أجل والان إذ قال: "ووالان غير مشهور إلا في هذا الحديث والحديث غير ثابت". اهـ، خالفه من سبقه وهو ابن معين إذ وثقه كما في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم وهذا الخلاف مبناه على رفع الجهالة من الراوى فقد تقدم في الطهارة عن الدارقطني أنه لا ترتفع الجهالة عن الراوى إلا إذا كان الراوى له راويان فأكثر وابن معين يرفع الجهالة عن الراوى متى ما كان الراوى عنه راو فأكثر إلا أن ابن معين يشترط أن يكون الراوى عنه إمام ينتقى الشيوخ كما ذكر هذا عن ابن معين، ابن رجب في شرح العلل ولذا وثق ابن معين ابن أكيمة الراوى عنه الزهري إلا أنه ضعف أبا الأحوص بالجهالة والراوى عنه الزهري ولذا نسب ابن عبد البر، ابن معين في هذا إلى حصول التناقض منه وانظر التهذيب.
وعلى أىّ "والان" غير مشهور فالميل إلى ما قاله الدارقطني أولى مع حصول الخلاف في سند الحديث.
٣٥٧٩/ ١٠ - وأما حديث أنس:
فرواه عنه قتادة ومعبد بن هلال وحميد والنضر بن أنس وثابت وسعيد بن عبد الرحمن والحسن وعمرو بن أبى عمرو ويزيد الرقاشى.