للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اختلف وإسناده على يحيى فقال عنه ولده عبد الله وأبان بن يزيد العطار والأوزاعى ما تقدم وقال عمران القطان عنه عن يحيى عن أبى سلمة قال: نبئت عن عبادة فذكره وأما حرب بن شداد وعلى بن المبارك فروى الوجهين السابقين واختلف فيه على

شيبان بن عبد الرحمن راويه عن يحيى فقال عنه الفضل بن دكين كالرواية الأولى خالفه عبيد الله بن هوسى إذ قال عنه عن يحيى عن أبى سلمة قال: أخبرنى عبادة بن الصامت فذكره كما في الشاشى ٣/ ١١ ويخشى أن ذلك وهم من عبيد الله إذ الفضل أوثق منه علمًا بأنه لم يأت بصيغة السماع أحد غيره ممن سبق وقد جزم المزى في التحفة ٤/ ٢٦٤ بأن أبا سلمة لا سماع له من عبادة ووافقه الحافظ ابن حجر في أطراف المسند ٢/ ٦٦٥ إلا أنه استدرك على قول المزى هذا في النكت الظراف وذلك أنه قال: "وأخرجه ابن مندة في كتاب الروح من طريق الأوزاعى عن يحيى حدثنى أبو سلمة حدثنى عبادة، أخرجه عن خيثمة بن سليمان عن العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعى ورجاله كلهم ثقات". اهـ.

ويجاب عن استدراك الحافظ بأمرين: الأول أن على بن المبارك وشيبان على الرواية المشهورة عنه وحرب ومن تابعهم أولى من رواية الأوزاعى هذه علمًا بأن الإمام أحمد قد غمزه في ابن أبى كثير ففي شرح العلل ٢/ ٦٧٧ ما نصه "وذكر أحمد في رواية غير واحد من أصحابه أن الأوزاعى كان لا يقيم حديث يحيى بن أبى كثير ولم يكن عنده كتاب إنما كان يحدث به من حفظه ويهم فيه". اهـ. الثانى: أن ابن جرير في التفسير قال: حدثنا العباس بن الوليد قال أخبرنى أبى أخبرنا الأوزاعى قال أخبرنى يحيى بن أبى كثير قال: ثنى أبو سلمة قال سأل عبادة بن الصامت" فذكره وابن جرير أولى من خيثمة مع أن الوليد بن مسلم قد رواه عن الأوزاعى وفاقًا لما رواه ابن جرير كما عند ابن جرير أيضًا فترجح الانقطاع على ما تقدم.

* وأما رواية حميد بن عبد الله عنه:

ففي أحمد ٥/ ٣٢٥ والشاشى ٣/ ١٤٤ وابن أبى عاصم في السنة ١/ ٢١٣ وابن جرير في التفسير ١١/ ٩٤ و ٩٦:

من طريق صفوان بن عمرو حدثنى حميد {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} الآية فقال عبادة: لقد سألتنى عن شيء ما سألنى عنه أحد قبلك ولقد سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها فقال: "قد سألتنى عن شيء ما سألنى عنه أحد من أمتى قبلك" فقال: "تلك الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له" والسياق للشاشى.

<<  <  ج: ص:  >  >>