عن رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وقد تابع يونس متابعة قاصرة هشام الدستوائى كما ذكر هذا المزى في التحفة ١٠/ ٢٧٩ وذكر البيهقي أن هشام الدستوائى قال عن يحيى عن عطاء: أن رجلًا من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وهذا فيه إسقاط أكثر مما سبق. خالف أبانًا وهشامًا حرب بن شداد إذ قال عن يحيى عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة أن أبا جعفر المدنى حدثه أن عطاء بن يسار حدثه أن رجلًا من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حدثه فذكر الحديث فبان بما تقدم أن الرواية الراجحة عن يحيى الإرسال وأوثق أصحاب يحيى هشام ثم حرب بعد شيبان.
* وأما رواية سالم عنه:
ففي البخاري ١٠/ ٢٥٨ وفي التاريخ ٢/ ٢١٢ والنسائي في الكبرى ٥/ ٤٨٣ وأحمد ٢/ ٣٩٠ والطبراني في الأوسط ٧/ ٣٥٧:
من طريق جرير بن حازم قال: سمعت جريرًا وهو ابن زيد قال: كنت جالسًا عند سالم بن عبد اللَّه على باب داره فمر شاب من قريش يسحب إزاره فصاح به، وقال: ارفع إزارك فجعل يعتذر إليه ثم أقبل على فقال: ثنا أبو هريرة أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: "بينا رجل فيمن كان قبلكم يمشى في حلة له معجبة بها نفسه إذ خسف اللَّه به الأرض فهو يتجلجل فيه إلى يوم القيامة".
وقد اختلف في إسناده على سالم فقال عنه جرير ما تقدم وتفرد بذلك كما قاله الطبراني. خالفه الزهرى إذ قال عن سالم عن أبيه إلا أنه اختلف فيه على الزهرى في الرفع والوقف فرفعه عنه الليث ويونس وعبد الرحمن بن خالد خالفهم شعيب بن أبي حمزة إذ وقف. ومن وقف لا يؤثر فيمن رفع. لذا البخاري في الصحيح خرج رواية الرفع. كما أن رواية الرفع للزهرى لا تؤثر في رواية جرير فقد خرج البخاري الوجهين وقد مال المزى في التحفة ٩/ ٤٥٦ و ٤٥٧ إلى تقديم رواية الزهرى إذ قال: رواه الزهرى وغيره عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو المحفوظ. اهـ. ورد ذلك الحافظ في النكت بصحة الوجهين لأمرين: لأن ذلك اختيار البخاري ولأن رواية جرير بن زيد اشتملت على قرينة تدل على حضوره وقت التحديث وضبطه وذلك مما يؤيد صحة روايته.
تنبيه: وقع في الكبرى للنسائي وما أسوأ إخراجها "جرير بن يزيد" صوابه: "ابن زيد".